فلسطين أون لاين

حماس وصفقة القرن الميتة


غالبية قيادات منظمة التحرير الفلسطينية يؤكدون أن ما يسمى "صفقة القرن" التي يطرحها الرئيس الأمريكي ولدت ميتة، ومع ذلك هناك قيادات رفيعة تحذر حركة حماس وأحيانًا تتهمها بالتساوق مع مدبريها، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الاضطراب والارتباك في صفوف قادة منظمة التحرير.

لا شك أن هناك مؤامرة تحاك على القضية الفلسطينية تحت مسمى "صفقة القرن"، ولم تتضح معالمها حتى اللحظة، ويبدو أيضًا طبيعة المؤامرة التي تضع قيادة منظمة التحرير في أزمة وبين أمرين أحلاهما مر، وهما: التساوق مع الصفقة وفقدان منظمة التحرير ما تبقى لها من شعبية، أو التصدي لها، وفقدان الارتباط مع العالم الخارجي والدول الشقيقة قبل الصديقة، برغم التصريحات الفلسطينية التي تؤكد أن الدول العربية كلها مع الموقف الفلسطيني الرسمي، وأنا أعتقد أن تلك الدول ليست كذلك، وربما تضطر قيادة المنظمة إلى كشف تلك الحقيقة.

بالأمس صرح أحد كبار المنظمة قائلًا: "شعبنا لن يسمح باستثمار الأوضاع الإنسانية في غزة، ولن يتنازل عن حقوقه الأساسية"، مؤكدًا التمسك بتحقيق الوحدة الوطنية والنضال من أجل استعادتها، أما استثمار الأوضاع الإنسانية من أجل التنازل فهذا لا يرضى به أي فلسطيني في غزة أو خارجها، فضلًا عن الفصائل التي ردت كل الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة أهله تأتي في سياق تنفيذ اتفاقية جنيف الرابعة وغيرها من الاتفاقيات التي تحمي الشعب الأعزل وقت الحرب والاحتلال، ولا تأتي ضمن المشاركة في "صفقة القرن"، ومنظمة التحرير نفسها طالبت في كل محفل بتطبيق تلك الاتفاقية الإنسانية؛ فلماذا الآن سنعدها مؤامرة؟!

نحن الآن أمام صفقة مجهولة وحصار معلوم، علينا أولًا التخلص من حصار غزة ورفع المعاناة عن أهلها، ثم التعامل مع "صفقة القرن" حين تطرح رسميًّا علمًا، بأن الجميع يرفضها ابتداءً، ولكن إلى حين ذلك لابد من تضافر الجهود _وليس تنافرها_ لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية خطوة أولية، والحذر من جعل "صفقة القرن" مدخلًا لخلافات فلسطينية جديدة تثبت الانقسام وتديمه.