"الثانوية العامة"، مرحلة مفصلية في حياة الطالب وعائلته أيضًا، والعيون كلها تكون مسلّطة عليه، وإذا عُرف عنه تفوقه، يتوقع هو والمحيطون به أن يحصل على أعلى الدرجات، فتتراكم الضغوط النفسية عليه، ومن الطلبة من يبدأ بدراسة منهاج "التوجيهي" في الإجازة الصيفية التي تفصيل بين الصفين الحادي عشر والثاني عشر، يفعل ذلك برغبته، أم تحت ضغط والديه، والهدف الاستعداد بقوة للعام الدراسي لنيل أعلى الدرجات في نهايته.. فهل هذا الأسلوب صحيح أم أنه يرهق الطلبة في وقت يحتاجون فيه للراحة؟
مشكلة نفسية
قالت الأخصائية النفسية رندة أبو سويرح: "الضغط على الطالب المترفع لمرحلة الثانوية العامة من قبل الأهل، ودفعه للاستعداد لها والبدء بالدراسة في الإجازة الصيفية، يؤثر سلبا على الطالب ويسبب له مشكلة نفسية ويصبح غير قادر على التركيز ومواصلة الدراسة".
وأضافت لـ"فلسطين" أن الاجازة الصيفية هي حق لطالب لكي يرتاح فيها بعد جولة امتحانات مرهقة خاضها في الصف الحادي عشر، وهي فرصة لكي يتخلص من الضغوط التي شعر بها في تلك المرحلة.
وتابعت: "إلحاق الطلاب بدروس خصوصية في بعض المواد للثانوية العامة قبل بدء العام الدراسي أمر مرفوض، بل على الأهل إعطاؤهم فرصة للراحة"، منوهة إلى أن إشراكهم في دورات لتطوير المهارات في اللغة الانجليزية مثلا، لا بأس به.
وأكدت أبو سويرح: "إلحاق الطالب المقبل على الثانوية العامة بدروس خصوصية أو البدء بمذاكرة المنهاج قبل بدء العام الدراسي ليس له علاقة بتفوقه فيها، بل التفوق مرتبط بتنظيم وقته مع بداية العام الدراسي، فكثير من المتفوقين لم يفعلوا ذلك ولم يرهقوا أنفسهم".
وأوضحت: "حينما يشغل الطالب وقته بالدراسة قبل بدء العام الدراسي، يرتفع سقف توقعاته وتوقعات أهله بحصد أعلى الدرجات، فإذا حصل على نتيجة أقل من المتوقع يُصاب بانتكاسة هو وأهله، مما يؤثر عليه سلبا، وتلازمه تلك الآثار النفسية السلبية عند التحاقه بالجامعة".
وعمّا يجب أن يكون عليه حال الطالب في الإجازة الصيفية السابقة للثانوية العامة، قالت أبو سويرح: "لا بد من الترفيه عن النفس والتنزه، والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين كالمشاركة في الزيارات العائلية، والاهتمام بتطوير المهارات وتوسيع المدارك، مع الابتعاد عن المنهاج الدراسي".
ونصحت الأهالي: "رفّهوا عن أبنائكم ليبدؤوا عامهم الدراسي الجديد بنفسية سليمة وبلا ضغوط، وإياكم وإرغامهم على الدراسة في الإجازة".