فلسطين أون لاين

​كيف يتعلّم الأطفال التعامل مع أخيهم المُعاق؟

...
غزة - نسمة حمتو

في التعامل مع الأبناء ذوي الإعاقة، لا بد أن نكون حريصين جدًا في كل تصرف نقوم به، حتى لا نجرح شعورهم أو نشعرهم بأنهم مختلفون ولو قليلاً عن إخوتهم، مع الانتباه إلى أن التعامل الجيد لا يعني "الشفقة" ونظرة الضعف والألم، ولا يستطيع الأبوان تقديم الدعم النفسي لطفلهم المعاق بمفردهم، بل لا بد من توجيه باقي الأبناء نحو التعامل الصحيح مع أخيهم.

الأبوان أولًا

قال الأخصائي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة، إن الأمر متعلق بسلوك الأهل وتعاملهم مع الابن المُعاق أمام باقي أبنائهم، مضيفًا: "السلوك الوالدي هو الخطوة الأولى لتشكيل المفاهيم والمشاعر عند الطفل، والتي تبدأ بتقليد ما يفعله الوالدان".

وتابع في حديثه لـ"فلسطين": "يجب أن يكون سلوك الأبوين قائمًا على الإيمان بأمر الله وهذا ما سيدفعها للتعامل بحكمة وهدوء، ولا بد أن تكون ابتسامتهما حاضرة دومًا، وكذلك التعامل الحسن، فهو يعزز شخصية الطفل، مع البعد عن نظرة الشفقة أو الحسرة واستبدالها بنظرة الثقة".

التعزيز بالكلمات الإيجابية مهم جدا، بحسب ملاخة، إذ ينبغي على الأهل استخدام عبارات فيها إحياء لروح الإرادة لدى الطفل، وتعويده على حمد الله الذي ابتلاه بهذه الإعاقة".

ومن العبارات التي اقترح ترديدها على مسامع الطفل: "اجعل توكلك على الله، أعطاك الله الكثير من النعم، لا تكن مهزومًا، أنت قوي وأفضل من الجميع، باستطاعتك أن تصبح أفضل من الآخرين، تحدَّ نفسك وكن مثل الأبطال الذين تحدوا الصعاب ووصلوا للقمم".

وأكد أن العبارات الإيجابية، والتواصل العاطفي الجميل مع الطفل، وإشراكه في نشاطات مهنية أو اجتماعية أو ميدانية أو مسجدية أو مؤسساتية أو مجتمعية، كل ذلك يدعم نفسية الطفل ويجعله يشعر أنه كغيره من الأطفال.

وقال ملاخة: "الحاجز النفسي الموجود لدى الطفل يمكن أن يذوب مع تكرار السلوك الإيجابي من المحيطين به، وستكون مشاركته في الحياة الاجتماعية أقوى مما كان يتخيل الأهل، بالإضافة إلى فوائد عظيمة منها بناء الثقة والإرادة والهمة وعدم الخجل من النفس أو التردد واستحضار مشاعر الرضا والحمد وعدم التفكير بما عند الناس والرغبة بالحياة".

وأضاف: "في ذات الوقت، ثمة كلمات وعبارات ينبغي تجنبها، حتى لا تعود بالسلب على الطفل".

وأوضح ملاخة: "بالإضافة إلى التعليم بالقدوة، فثمة خطوات أخرى يتخذها الأهل ليعودوا أبناءهم على التعامل الصحيح مع أخيهم المعاق"، مبينا: "من ذلك الحوار والتعليم والتثقيف للأبناء، وتقديم النصائح والخبرات لهم، وتقيم سلوكهم أو أي لفظ أو موقف يصدر عنهم تجاه أخيهم".

وأكد: "هذا الأمر سينعكس على سلوك وتصرف الأبناء، وتكبر معهم الصورة، فيتكوّن لديهم سلوك مميز، وتعبير إيجابي عن المشاعر".