فلسطين أون لاين

​تعزيز اللغة عند الطفل.. ضرورةٌ أساسها التفاعل

...
غزة - صفاء عاشور

يهتم الكثير من الأهالي بإدخال كلمات ومصطلحات إلى أبنائهم في سنٍ مبكرة، وذلك من أجل تكوين حصيلة لغوية قوية تساعدهم في مستقبلهم، وتجعلهم أكثر قدرة على التعبير عن ذواتهم، بالإضافة إلى من يفعل ذلك لعلاج مشكلة تأخر النطق عند الابن، خاصة إذا تأكدوا من سلامته الجسدية والعقلية، فكيف يمكن للأهل تطوير اللغة عند الطفل؟ وما هي الأساليب التي تساهم في ذلك؟

تدريجيًا

الأخصائية النفسية في مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات، ولاء البكري قالت إن تطوير اللغة عند الطفل يتم بشكل تدريجي، ففي البداية ينطق حروفًا قليلة مثل التاء والميم والباء، ثم ينتقل لمرحلة نطق بعض الكلماتمثل (بابا وماما)، وهي كلمات تتكرر على مسامعه".

وأضافت في حديث لـ"فلسطين": "للأهل دور كبير وهام في تطوير اللغة عند الأطفال، وذلك من خلال السماح لهم بالحديث وعدم مقاطعتهم، كما يجب أن يكون تلقين الطفل للكلام في بداية حياته بالألفاظ الصحيحة وليس الخاطئة".

وتابعت: "على الأهل ألا يقعوا في خطأ لفظ الكلمات أمام الطفل بطريقة خاطئة بحجة تسهيل نطقه لها، بل يجب أن يتلقى الكلمة بطريقة صحيحة وبمخارج حروف سليمة، لأنه يخزّنها كما يسمعها".

ولفتت البكري إلى أهمية دمج الطفل مع الأطفال الآخرين، فمشاركة الأطفال سواء في اللعب أو الحديث وسيلة قوية لتطوير اللغة عندهم، من خلال تلقي واستقبال الكثير من الكلمات وإرسالها بعد ذلك بالإضافة إلى أنها تشجعهم على الحديث معًا، ومع الكبار أيضًا.

وبينت أن سرد القصص للطفل قبل النوم يساههم في تطوير لغته، على أن تكون تلك القصص مناسبة لسنه ولقدرته على الاستيعاب، وأن تحتوي على كلمات بسيطة وقريبة من عقله، مثل كلمات "عصفور، ودجاجة، وحمام" وغيرها من الكلمات التي يحب الطفل سماعها.

وشددت البكري على أهمية إرفاق الكلمات بإيماءات ومشاعر معينة مثل الفرح والحزن، أثناء سرد القصص، لمساعدة الطفل على تخزينها وربطها بمواقف ومشاعر محددة، منوهةً إلى أهمية تشجيع الطفل بعد ذلك على التحدث بالكلمات المكتسبة.

وأوضحت: "يجب إعطاء الطفل وقتًا كافيًا للحديث، مع أهمية عدم تركه لساعات طويلة أمام شاشات التلفاز، وإن شاهد التلفاز يتم مناقشته فيما شاهده وذلك سيسمح له بالتعبير بكلمات جديدة يمكن أن يكون قد اكتسبها من المشاهدة وعبّر بها بعد ذلك".

وأكدت البكري أن تأخر الطفل في التكلم حتى سن الثلاث سنوات لا يستدعي القلق، خاصة إذا كان قد نطق بالحروف، وفي هذه الحالة يجب دمجه مع أطفال آخرين، ليستقبل منهم الكلمات، ومن ثم يستخدمها في تفاعله مع المحيطين به".

وشددت على أنه يجب عدم الضغط على الطفل للتحدث، فلكل طفل قدراته الخاصة، وهو يعمل على تخزين الكلمات في عقله، ومع الوقت سيُخرج الكلمات من مصدرها الصحيح، مبينة أن الضغط على الطفل قد يؤدي إلى تشويه أو اضطراب في حفظ الكلمات.