فلسطين أون لاين

​اكتشاف شخصية الطفل ركيزةٌ لتربية جيدة

...
غزة - مريم الشوبكي

الأطفال ليسوا "نسخة كربونية" واحدة، فلكل منهم صفاته وطباعه وشخصيته، حتى الإخوة تظهر الفروق بينهم، ولأن لكل طفل شخصية تميزه عن الآخر، فعلى الأهل اكتشاف تلك الشخصية، ليتمكنوا من استخدام الأساليب التربوية المناسبة لكل لها.

ما أهمية اكتشاف الأهل لشخصية ابنهم؟ وكيف يكون ذلك؟

لا بد من اكتشافها

قالت الأخصائية النفسية والاجتماعية إكرام السعايدة: "توجد فروق فردية بين الأطفال داخل الأسرة الواحدة، وعلى الأهل أخذها بعين الاعتبار، حيث إن شخصية الطفل تتشكل بمجموعة من الأنماط السلوكية وتميز طفلًا عن آخر، وهي بمثابة مفاتيح للتعامل معه".

وأضافت لـ"فلسطين" أن التعرف على شخصية الطفل يكون من خلال الحياة اليومية، والمظاهر العامة التي تبدو واضحة للآخرين، ككونه ذا شخصية اجتماعية، أو قلقة، أو تحب التحدي، ويتم التعرف على شخصيته أيضا من خلال ميوله ومواهبه.

وأوضحت أنه بعمر العامين، يستطيع الأهل تحديد شخصية طفلهم من خلال ميوله، وعندما يكبر أكثر يمكنهم اكتشاف شخصية الطفل من خلال سؤاله المباشر عن اهتماماته، أو بملاحظة تفاعله مع الأنشطة الاجتماعية مع أقرانه، فهو بمثابة مؤشر على نمط سلوك الطفل، ويمكن التواصل مع الهيئة التدريسية في مدرسته، حيث من الممكن أن يكون هناك اختلاف بين شخصيته في البيت وشخصيته في المدرسة.

وبيّنت: "يستطيع الأبوان التعرف على شخصية ابنهما من خلال المعايشة اليومية، لكن المشكلة تكمن في ايجاد لغة الحوار الفعالة بين الأهل والطفل، فتضيع بذلك أسهل الفرص لاكتشاف شخصيته".

وعن أهمية اكتشاف الأهل لشخصية الطفل، قالت السعايدة إن تحديد شخصية الطفل يساعد الوالدين في معرفة نقاط القوة عنده والعمل على تعزيزها، ونقاط الضعف ومن ثم معالجة القصور، كما أن في ذلك إدراكا للمشكلة في بدايتها قبل أن تتفاقم، بالإضافة إلى تنمية ميوله ومواهبه، والعمل على صقل شخصيته.

وأضافت أن معرفة الأهل الجيدة لشخصية ابنهم يسهم في تعزيز العلاقة وتوطيدها بين الطرفين، وإيجاد حلقة وصل بينهما، وتمكينهم من استخدام الأساليب المناسبة للتعامل معه.

ونبهت إلى أن بعض الآباء والأمهات قد يكتشفون شخصية ابنهم ولكن لا يحسنون التعامل معه، فيلجؤون إلى التعنيف باعتباره الحلقة الأضعف، كما يمارسان التفريغ الانفعالي عليه.