فلسطين أون لاين

مواهب الطفل.. الاهتمام بإحداها لا يضرُّ بالأخريات

...
غزة - هدى الدلو

يولد الطفل بمواهب عديدة، ولكن قد يميل لواحدة أكثر من الأخرى، ويعكف الأهل في أغلب الأحيان على الاهتمام بموهبة معينة، ويشجعون الطفل على ممارستها، ويوفرون له سُبل تنميتها، وربما يفعلون ذلك مع موهبة يرونها هم مناسبة، بينما لا تروق للطفل كثيرًا، وفي بعض الأحيان يكون التركيز الكبير على موهبة ما، مُضرا بمواهب الطفل الأخرى، ويؤثر سلبا على مهاراته وبعض جوانب حياته، لذا يخشى بعض أولياء الأمور من حدوث تأثيرات غير مرغوبة من التركيز الزائد على موهبة ما، فهل هم محقون في مخاوفهم هذه؟..

لا تُقيد

قال رئيس قسم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "يختلف نمو مواهب الطفل حسب البيئة التي يعيش فيها، فإذا كانت البيئة إيجابية ومحفزة فإن أغلب المواهب الكامنة تظهر، وإذا كان العكس فإن المواهب تندثر، حتى أن الظاهرة تختفي".

وأضاف لـ"فلسطين": "الموهبة لدى الطفل ليست وليدة لحظة، بل هي سلسلة متصلة منذ الميلاد ولا انفصال بين السلوكيات الحياتية والمواهب الخاصة لدى الطفل، لأنه يؤثر ويتأثر".

وتابع: "المواهب لا تُقيد، لأنها مزيج من الأفكار والمشاعر التي تنعكس على السلوكيات، ولكن قد يحدث أن تتم تنمية موهبة معينة على حساب موهبة أخرى من خلال تركيز الاهتمام عليها والتشجيع على ممارستها، وتوفير البيئة المناسبة لتنميتها، وهنا يمكن التنبؤ بأن الطفل سيولي الاهتمام الأكبر لتلك الموهبة على حساب باقي مواهبه".

وأوضح أبو ركاب أن التركيز على موهبة معينة لا يؤثر على تفكير الطفل، بل بالعكس قد يدفعه للمزيد من الاكتشاف والمبادرة، وذلك يزيد قدراته على تكوين مفاهيم جديدة عن الأشياء ويساعده على تكوين روابط مفاهيمية من شأنها تقوية بناء الشخصية لديه.

وأشار إلى أن المواهب لدى الطفل تنبع من قناعات وتجارب ذاتية، لذا على الأهل عدم إجباره على تبني أفكار ومفاهيم خارج قناعاته الشخصية، إذ لن يكون لها أثر مُجدٍ مقارنة بموهبة يميل لها الطفل بالفعل ويعمل الأهل على تعزيزها.

ونصح الأهل بمراعاة بعض الجوانب الشخصية للطفل من قدرات وإمكانيات يمكن البناء عليها في المستقبل، لذلك يجب أن ينتبهوا له في مرحلة الطفولة المبكرة لأنها الحضن الأول الذي يمكن أن تظهر فيه مواهب الطفل.

وفي ذات الوقت لا بد من العمل على استبعاد الضار من المواهب، والتركيز على المواهب الإيجابية والتي لها أثر على حياة الطفل وشخصيته، بحسب أبو ركاب.

وقال: "ويمكن تقوية تلك المواهب من خلال التشجيع وتوفير كل ما يلزم لإلمام الطفل بكل جوانب الموهبة، ويجب على الوالدين التدرج في تقوية الموهبة وذلك بما يتناسب مع عمر الطفل وبما يتناسب مع قدراته العقلية، وبالاعتماد على المصادر الخارجية مثل المدرسة والمسجد وبعض المراكز المختصة".