فلسطين أون لاين

​الأغوار الشمالية.. إفطار على وقع التدريبات

...
نابلس - خاص "فلسطين"

تعيش منطقة الأغوار الشمالية في أيام رمضانية صعبة بعد أن صادر الاحتلال روحانيتها، وانتهك حرمتها، وأحال لحظاتها إلى كابوس يلاحق السكان هناك، تارة على موائد الإفطار، وتارة ثانية يصادر الممتلكات، وثالثة يرحل السكان من مساكنهم، ورابعة يعتقل الرعاة ويحتجزهم.

ومع بداية شهر رمضان المبارك تصاعد حجم الانتهاكات بحق السكان هناك، وازدادت المعاناة تزامنًا مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة في منطقة الأغوار، وشح المياه الحاصل فيها، نتيجة تحكم الاحتلال بمصادر المياه هناك.

عارف دراغمة الناشط في مجال مقاومة الاستيطان يؤكد خلال حديثه إلى مراسل صحيفة "فلسطين" أن حجم الاعتداءات وجرائم الاحتلال خلال شهر رمضان المبارك ازداد كثيرًا، وتنوع إلى درجة لا تحتمل، نظرًا لحجم الإجرام والعنصرية بحق السكان هناك.

تدريبات عسكرية

ولعل أكثر ما ينغص حياة المواطنين في قرى الأغوار الشمالية _كما يقول دراغمة_ هو التدريبات العسكرية التي لا تتوقف ليلًا ولا نهارًا، وازدادت ازديادًا لافتًا خلال رمضان.

فجنود الاحتلال ينفذون خلالها _وفق قوله_ عمليات إخلاء وتهجير قسرية وإجبارية للسكان، هذا من جانب، ومن جانب آخر إن أصوات القنابل والرشاشات تبدد هدوء الموائد الرمضانية، وتنزع سكون الليل في تلك المناطق، وتهدد السكان.

وإلى جانب التدريبات العسكرية إن سياسة الاحتلال في سرقة ممتلكات المواطنين هناك _كما يقول دراغمة_ تضاعفت أيضًا؛ فمنذ بداية الشهر الفضيل سرق المستوطنون العديد من الآلات والعشرات من المواشي، على مرأى ومسمع جنود الاحتلال الذين لا يتوانون لحظة واحدة عن توفير الدعم لهم.

ويلفت إلى تعمد المستوطنين استهداف رعاة الأغنام بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح، كما حصل مع ثلاثة منهم _على الأقل_ منذ بداية رمضان، إلى جانب احتجازهم عدة ساعات إلى ما بعد ساعات الإفطار، الأمر الذي يثير مخاوف السكان بشأن مصيرهم والخشية على حياتهم.

ويشير إلى أن سكان القرى في منطقة الأغوار لا يجرؤون على التأخر عن منازلهم في ساعات المساء ولا عيش اللحظات الرمضانية وقيام الليل، لتحول أغلبها إلى ميادين للرماية ومرتع لتحركات المستوطنين، الذين يبثون سمومهم وعنجهيتهم بين مضارب البدو وخيم السكان وبيوت المواطنين البسيطة.

ومصادر المياه الشحيحة تصبح أكثر شحًّا في شهر رمضان، بعد أن شددت قوات الاحتلال خناقها على السكان، ومنعت عنهم حصتهم المحسوبة من المياه لمصلحة المستوطنات، كما يقول دراغمة.

ويتابع: "في رمضان يتعمد الاحتلال إنقاص كمية المياه المخصصة للقرى الفلسطينية بالأغوار، وفي الوقت نفسه يتنعم المستوطنون بوافر المياه، في شكل يدل على مدى العنصرية والإجرام".