فلسطين أون لاين

​في ماليزيا التراويح حاضرة والمسحراتي غائب

...
كوالالمبور / غزة - صفاء عاشور

في كل بلد مسلم تتميز أجواء رمضان بشيء خاص به، وفي ماليزيا لا يختلف اثنان في أن أكثر شيء يميز هذا البلد المسلم في شهر رمضان هو صلاة التراويح، والإقبال الكبير للأهالي على المساجد التي تمتلئ على كبرها عن بكرة أبيها.

رزق الغرابلي (34 عامًا) يدرس الدكتوراة في أصول الفقه المقارن في ماليزيا منذ ستة أشهر، وشهر رمضان الحالي هو الأول له في ماليزيا، لكنه استطاع أن يستشعر الكثير من الأجواء الروحانية فيها.

قال في حديث لـ"فلسطين": "تبدأ طقوس رمضان قبيل صلاة المغرب، فتتجمع العائلات في المساجد ليتناولوا طعام الإفطار فيها، فنجد موائد مقامة في المساجد: الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء، والعائلات معًا".

وأضاف: "وبعد الإفطار يستعد لصلاة التراويح، وهي أكثر ما يميز دولة ماليزيا، فالمساجد تمتلئ عن آخرها بالمصلين الماليزيين والعرب والأجانب المسلمين، وصلاة التراويح 20 ركعة".

وأشار إلى أن المصلين معتادين أن يقرأ الإمام صفحة من القرءان، وليس آيتين أو ثلاثًا كما في مساجد القطاع"، مؤكدًا أن المصلين لا يستاؤون من هذه الإطالة، ولا يوجد أحد يخرج من المسجد لأن الإمام يطيل هذه الصلاة.

وبين الغرابلي أنه من المميز أنه يوجد الأطفال في المساجد خلال صلاة التراويح بشكل كثيف دون إحداث أي فوضى أو إزعاج للمصلين، فهناك مكان مخصص في كل مسجد للأطفال، وللأطفال الرضع الذين يوجد من يتطوع للعناية والاهتمام بهم ليتفرغ والديهم للصلاة والعبادة.

وذكر أنه بعد صلاة التراويح يتوجه الناس إلى ما يسمى البازارات الليلية، وهي أشبه بالأسواق الشعبية في البلاد العربية، فبعد الساعة العاشرة مساءً تغلق المحال التجارية و"المولات" والمعارض جميعًا، وتبقى البازارات مفتوحة.

وبين الغرابلي أن هذه البازارات تحتوي على كل شيء، وهي موجودة بكثرة في ماليزيا، وفي كل مدينة توجد عشرات البازارات التي يرتادها الناس في الليل، وتفتح بعد المغرب وتغلق قبيل صلاة الفجر، مستدركًا: "ولكن رغم وجود كل شيء نفتقد صوت المسحراتي".

وذكر أنه مع اقتراب العيد تشهد الأسواق حركة كثيفة من أطياف الشعب الماليزي كافة، والأسعار فيها متفاوتة بين الغالي والرخيص، ولكنها شبه متساوية مع أسعار قطاع غزة، لافتًا إلى أن ملابس العيد هي أكثر ما يميز الأسواق، ليس لاختلافها، ولكن لتشابهها.

وأشار إلى أن أفراد العائلة يلبسون الزي نفسه في العيد ويذهبون به إلى صلاة العيد، ومن بعدها تبدأ العائلات التجمع في أماكن معينة، حيث يقيمون العديد من الفقرات الخاصة بالكبار والأطفال الصغار.

وعن تمسكه بالعادات الفلسطينية قال الغرابلي: "ما زلت أحاول التمسك بالتقاليد الفلسطينية، مع المشاركة في ثقافة الماليزيين، هناك بعض الأمور التي تختص بالثقافة الفلسطينية لا نستطيع تجاوزها، ونضطر إلى مشاركة الماليزيين في بعض الأمور، خاصة العبادات".

وأضاف: "فيما يخص الأكل فأنا أُغلب الطابع الفلسطيني والعربي، حتى الآن لم أتجرأ على تناول الطعام الماليزي والصيني، خاصة في رمضان؛ فأغلب الطعام هو فلسطيني بامتياز"، مشيرًا إلى أن ما يشجعه على ذلك هو قدوم عائلته من غزة إلى ماليزيا في أول يوم في رمضان.

وبين الغرابلي أنه استقبل عائلته في أول يوم في رمضان وتناولوا الإفطار في المطار، أما في اليوم الثاني فكانت الأكلة الرئيسة على المائدة هي الملوخية، وبعدها تتالت الأطباق الفلسطينية على المائدة، مثل: المفتول والمقلوبة والمعكرونة وغيرها.