فلسطين أون لاين

​بأوراق بسيطة تصنع "إسراء" فوانيس وزينة رمضان

...
غزة - نسمة حمتو

بأدوات بسيطة جدًّا تصنع "إسراء أبو ناجي" زينة وفوانيس شهر رمضان الكريم، وهي تحاول في كل فانوس تصنعه أن يكون لها بصمتها الخاصة، فقد اعتادت منذ سنوات العمل في صنع الفوانيس من ورق "الفوم" اللامع بعدة ألوان جذابة، وهو ما جعلها مميزة لدى أصحاب المكتبات والتجار، وساعدها أكثر على بيع الفوانيس بأسعار مناسبة للجميع.

لوحات فنية

قالت إسراء لـ"فلسطين" عن بداية الفكرة: "اخترت ورق "الفوم" اللامع الذي يستخدمه الكثير من الناس في صنع لوحات فنية جميلة كالورد أو زينة المنزل، ومن هنا جاءت فكرة صنع الفوانيس، صنعت الأول فكان شكله جميلًا جدًّا، وشجعني أهلي والمحيطون بي على أن أصنع هذه الفوانيس وأبيعها للناس، وبالفعل بدأت مشروعي في هذا المجال منذ سنوات".

وأضافت: "بدأت أشتري ورق "الفوم" اللامع، وهو متوافر بعدة ألوان جذابة، وله ميزة جميلة جدًّا أنه يحافظ على شكله أطول مدة ممكن، فيمكن أن يحتفظ به بعد شهر رمضان واستخدامه في الأعوام المقبلة بكل سهولة".

تابعت أبو ناجي حديثها: "لم أعتمد على ورق "الفوم" فقط بل حاولت إدخال الورق المقوى لتغليف الفانوس فأصبح شكله جميلًا جدًّا، وأضفت ميزة جديدة له أنه يمكن كتابة أسماء الأشخاص عليه وبعض العبارات التي يرغب بها الزبائن".

إنارة الفوانيس

وأكملت: "في السنوات الماضية كنت أعتمد على إنارة الفوانيس بأحبال الزينة التي تعتمد غالبًا على الكهرباء، ولكن أزمة الكهرباء غيرت الوضع تمامًا، واستخدمت البطارية لإنارة الفانوس، فأصبح بإمكان الزبائن إضاءة الفانوس في أي وقت يريدون، خاصة في الليل".

أكثر ما يزعج إسراء الآن هو عدم وجود إقبال كبير من الناس على شراء هذه الفوانيس بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، الذي يعيش فيه سكان قطاع غزة، وهي تضطر في أغلب الأحيان إلى بيع الفوانيس بسعر التكلفة مراعاة لظروف الناس.

وقالت: "هذا العام صنعت فقط 20 فانوسًا، وهي كمية صغيرة جدًّا مقارنة بالأعوام السابقة، حتى أحبال الزينة اضطررت إلى صناعتها لأقاربي ومعارفي دون مقابل، فقط بتوفير المواد الخام".

ديكور المنزل

تابعت أبو ناجي: "في السابق كنا نعرض هذه البضائع في المكتبات ويأتي لها زبائن كُثر، ولكن اليوم حتى أصحاب المكتبات لا يقبلون على شرائها خوفًا من تكدسها لديهم، وهذا ما جعلني أبيع ما صنعته من الفوانيس بسعر التكلفة فقط".

وأضافت: "في العام الماضي كان الوضع أفضل بكثير مما نحن عليه الآن، كان ثمن الفانوس الصغير 10 شواكل، والمتوسط الحجم 15 شيكلًا، والكبير 35 شيكلًا، ولكن اليوم خفضت السعر إلى النصف، ومع ذلك لا يوجد إقبال على شرائها".

ما يميز الفوانيس التي تصنعها إسراء ألوانها المختلفة والجذابة واللامعة، فتلفت انتباه المارة، ويمكن لربة المنزل اختيار لون الفانوس على حسب ديكور المنزل، وهي تحرص على صنع الفانوس من لونين متناسقين ليخرج كلوحة فنية لا يفرق بينه وبين الفانوس المصنوع في الخارج.

أسعار مرتفعة

وأشارت أبو ناجي إلى أن الكثير من النساء يلجأن إلى شراء هذه الفوانيس من أجل إدخال الفرحة على قلوب أبنائهن، قائلة: "الكثير من العائلات تجد أن أسعار الفوانيس الأنتيكا والديكور مرتفعة جدًّا، فيصل ثمن الفانوس الواحد إلى 50 شيكلًا أو 70 شيكلًا، لذا يحاولن صنع أجواء لرمضان بأسعار بسيطة جدًّا".

وقالت: "أنشأت صفحة على (فيس بوك) لاستقبال الطلبات، في السابق كانت تأتيني طلبات لشراء الفوانيس، ولكن اليوم الجميع يدخلون على الصفحة ليطلبوا رابط فيديو لطريقة صناعة الفوانيس، هذا شيء مفرح بالفعل".

تحرص إسراء على استغلال وقتها بإعطاء دورات للنساء في صناعة الفوانيس وأحبال الزينة، وأشارت إلى أنها بالتعاون مع جمعية "بسمة أمل" لرعاية مريضات السرطان ترمي إلى تعليم النساء صنع أشياء تمكنهن من فتح مشروع خاص بهن.

أضافت: "الكثير من السيدات استفدن كثيرًا من هذه الدورات، بفضل الله، حتى إن الإقبال أصبح كبيرًا على صنع الفوانيس، بفضل الله استطعنا خلال هذه الدورة وضع أقدامهن على مشاريع جديدة بإمكانهن بدء حياتهن الخاصة بها، وتوفير دخل يبدأن حياتهن به بدلًا من البحث عن المساعدات التموينية".