فلسطين أون لاين

​بطِّيخ السَّنة !

حاز البطيخ هذا العام على نسبة رضا عالية لدى المواطن الغزي، خاصة مع إنتاج كميات ضخمة قدرت هذا العام بنحو ستين ألف طن، وتزامن قطافها مع بداية شهر رمضان، وخلافًا لأي رمضان سابق فلم يسجل حتى اللحظة وجود أي مشكلات صحية ولا معوية بشكل خاص –وهي الشكوى الحاضرة في كل عام– ويتهم البطيخ كل مرة بالتسبب فيها.

البطيخ؛ وله أسماءٌ أخرى منها: الرُقّي والدلّاح(*)، يعدّ فاكهة صيفية ذات نكهة خاصة ربما لا يوجد في قطاع غزة كله شخص واحد لا يبدي إعجابه فيها، وهي محببة للصغار قبل الكبار سيما عند تناولها مثلجة، غير أنها تميزت هذا العام بحضورها المكثف على مائدة السحور، وكشفت عينة مجتمعية صغيرة مقربة من هيئة تحرير "صحيفة فلسطين"، أن البطيخ فرض نفسه بشكل خاص على مائدة السحور حيث يفضل كثير من الناس التسحر بثنائية البطيخ والجبنة البيضاء، بينما يعتمده آخرون صنفًا حصريًا ووحيدًا للسحور، حيث يعتقد الكثير منهم أنه يسد الرمق جوعًا وعطشًا طوال ساعات النهار في رمضان وخاصة الأيام ذات الطقس الحار.

اقتصاديات البطيخ

البطيخ هذا العام حقق ضعف الكمية المنتجة في العام الماضي، ويشكل فائضًا عن حاجة السكان في قطاع غزة، ويباع البطيخ بصنفيه العادي والمخطط بسعر أقل من شيكل واحد للكيلو ويمتاز المخطط بوجود صنف منه بلا بذور "دون نوى"، فيما يعتاش من مهنة بيع البطيخ الموسمية آلاف العائلات في قطاع غزة يقومون بضرب خيام لبيع البطيخ على جنبات الطرق الرئيسة داخل وخارج المدن، وآخرون يبيعونه بطريقة التجوال على عربات، وتشير تقارير وزارة الزراعة إلى جودة الأصناف المنتجة هذا العام وخلوها من متبقيات المواد الكيميائية، فضلًا عن تطلعاتها إلى تصدير الكميات الفائضة عن حاجة القطاع بعد نجاح مزارعي البطيخ بتسديد ديونهم الناجمة عن تكاليف الأشتال والزراعة والسماد والري.

عالسكين يا بطيخ

بطيخ السنة؛ يختلف أيضًا في حجمه، حيث تزن الحبة أحيانًا 15 كيلوجرام، ويختلف في معظم الأحيان البائع والمشتري على ما في داخل البطيخة: "أحمر وللا أبيض؟!، مستوية وللا عجرا؟!"، ويرفض البائع الضمان بقوله: "هوا أنا في قلبها، بطيخة مسكرة هادي"، ويكتمل الشراء بواحدة من الطرق الآتية: الشراء بالتشارط، فيقوم البائع "بتعليم البطيخة بالسكين"، أي يقتطع قطعة مثلثة منها تغور حتى مركز البطيخة، فإن كانت حمراء فهي للمشتري وإن كانت غير ذلك فهي للبائع، ومنها الشراء بخبرة المشتري المتمثلة "بالطبطبة" والتطبيل على البطيخ والاعتماد على السمع للتكهن إن كانت البطيخة حمراء أو لا، ويهتم بعض المشترين بمعاينة "أُذُنها" عِرق البطيخة إن كان ناشفًا فهذا يعني أن البطيخة قطفت منذ مدة طويلة، أو أخضر وهذا يعني أنها حديثة القطف، ويلجأ كثير من الناس عند الشراء إلى تطبيق المثل الغزي القائل: "استكبرها ولو عجرا".

  • والدلاح: بلغة أهل الخليج والمغرب العربي يضم إلى جانب البطيخ المعروف لدينا الشمام، ويميز بينهما باللون فيقولون عن البطيخ: الدلاح الأحمر، وعن الشمام: الدلاح الأصفر.