فلسطين أون لاين

​في تركيا.. الأصدقاء والأكل الغزي ينسيان مرارة الغربة

...
اسطنبول / غزة - نسمة حمتو

رغم أن تركيا دولة إسلامية إلا أن الأجواء الرمضانية فيها باردة نوعاً ما مقارنة مع أجواء بعض الدول العربية المجاورة، فالمغتربون فيها يحاولون خلق أجواء جميلة بتعليق الزينة وشراء الفوانيس والذهاب لصلاة التراويح في المساجد القريبة من منزلهم إلا أنهم يفتقدون جداً جمعة الأهل والأصدقاء على مائدة الإفطار..

مرارة الغربة

آلاء اللقطة إحدى المقيمات في مدينة اسطنبول تقول عن أجواء رمضان هناك: "نحاول قدر الإمكان عمل جمعات من الأصدقاء الموجودين وخاصة الغزيين لنخفف عن بعضنا مرارة الغربة في شهر رمضان إلا أن الأجواء الرمضانية غير موجودة كما في غزة".

وأضافت: "دائماً نحاول عمل أشياء جديدة في شهر رمضان تدخلنا في بهجة الشهر الفضيل، فتجدنا نزور بعضنا ونتصل للاطمئنان عن الأحوال"، "غالباً نحن العرب وخاصة الغزيين فقط من نحاول عمل أجواء جديدة"، وفق قولها.

وتابعت قولها: "هذا فقط بالنسبة للزيارات، أما فيما يتعلق بالروحانيات فنحن نفتقدها كثيراً في هذا الشهر، حتى صلاة التراويح الاقبال عليها ضعيف ليس كما في غزة يذهب الصغير قبل الكبير لها، العبادات كقراءة القرآن وصلاة التهجد وقيام الليل التي كنا نشهدها في غزة غير موجودة".

أجواء مختلفة

وقالت: "الجميل في الأمر أننا نتفق جميعاً على الخروج في يوم معين، وكل شخص يجلب معه نوعا ما من الطعام، ونخرج لتناول طعام الافطار في حديقة أو حتى في منزل أحد أصدقائنا"، مؤكدة أن هذه الجمعات هي التي تخلق جو مختلف بالنسبة لهم.

أما عن المأكولات الغزاوية في تركيا، قالت: "نحاول أن نعيش نفس أجواء غزة فنصنع الشوربات ونضع التمر على المائدة إضافة للعصائر والمياه، هذا غير المأكولات الرئيسة كالمقلوبة والمنسف والمسخن وغيرها من الأكلات الشهية".

وتابعت حديثها: "حتى الخروب والكركاديه وقمر الدين هذه المشروبات التي اعتدنا عليها في غزة نصنعها في بيوتنا غالباً، ولكن بالنسبة للزينة مثل الأحبال المضيئة والفوانيس التي تنتشر وبكثرة في غزة قبل شهر رمضان فهي غير متوفرة كثيراً هنا، دائماً نشتريها من خارج تركيا وغالباً تصل إلينا أون لاين من غزة أو من الأردن".

الأكلات الغزاوية

وأكملت حديثها: "هناك بعض الأكلات غير متوفرة في تركيا نهائياً، مثل الملوخية والزعتر والدقة، هذه نحاول التوصية عليها من الشباب القادمين من غزة، حتى المفتول أصبحنا نصنعه في المنزل والسماقية والرمانية والأكلات القديمة التي كانت جدتي تصنعها في المنزل".

وأضافت: "ربما الأجواء في مناطق أخرى مثل جامع الفاتح والسلطان أحمد تختلف قليلاً عن اسطنبول خاصة لأنها أماكن سياحية، ولكن في المنطقة التي نعيش فيها لا يوجد أي أجواء توحي بأننا في شهر رمضان".

وقالت: "نحاول عمل ولائم خاصة للشباب العازبين في تركيا، لأنهم محرومون من كثير من الأكلات"، موضحة أن كثيرا من العائلات تقوم بنفس الشيء حتى يشعروا بجو اللمة والجمعات في شهر رمضان.