فلسطين أون لاين

#برهم_ واجب_ علينا.. حملة لتعزيز خدمة المُسنين

...

رعاية وخدمة المسنين هي واجب ديني وأخلاقي، فهذه الفئة كان لها دورها في صناعة الأجيال وبناء المجتمع، ومن هنا كانت حملة "#برهم_ واجب_ علينا" التي أطلقها مركز الوفاء لرعاية المسنين بهدف رفع نسبة التوعية بحقوق كبار السن وتعزيز مكانتهم في المجتمع وإبراز دورهم وتوظيف طاقات المتطوعين لخدمة هذه الفئة.

ومركز الوفاء لرعاية المسنين، هو المركز الأول بغزة الذي يقدم خدماته للمسنين لمن لا يوجد لديهم أبناء أو معيل، وهي خدمات مجانية مدى الحياة، ويضع المركز مجموعة من الشروط لقبول المسن ودخول المركز أولها أن يتجاوز 60 عاما، ويعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وأن لا يكون لديه أبناء ذكور، وذلك حفاظا على النسيج الاجتماعي، وإغلاق الباب أمام عقوق الوالدين.

خدمات متعددة

أمام ذلك، يقول المنسق العام لحملة (برهم واجب علينا) عطية الوادية: "إن خدمات المركز متعددة لكبار السن، لدينا الخدمة الاجتماعية والصحية والطبية والترفيهية"، مشيرا إلى أن مصادر دخل المركز تعتمد على جانبين الأول، من خلال تبرعات المحسنين من أبناء المجتمع بغزة، والمصدر الثاني من خلال مؤسسات حكومية وغير حكومية.

ويوضح لصحيفة "فلسطين" بأن الحملة التي أطلقها مركز الوفاء لرعاية المسنين تهدف لرفع نسبة التوعية بحقوق كبار السن وتعزيز مكانتهم في المجتمع وإبراز دورهم وتوظيف طاقات المتطوعين لخدمة المسنين، وتوفير احتياجات المسنين الأساسية، وإنقاذ المركز من خطر توقف الخدمات نتيجة الأزمة الاقتصادية التي بدأت تعصف بالمركز بعد وقف برنامج الأغذية العالمي مساعداته.

وستتضمن الحملة، بحسب الوادية مجموعة من الفعاليات أبرزها، تتمحور في تنظيم زيارات ولقاءات اجتماعية لمؤسسات المجتمع المحلي بهدف التوعية بالحقوق الخاصة للمسن وواجبات المجتمع تجاهها، بالإضافة لتنظيم فعاليات مختلفة منها رسم جدارية توضح أهمية دعم حقوق المسن وسيكون مقرها في مرفأ الصيادين، بحضور بعض المؤسسات المجتمعية العاملة بغزة.

ويبين أن الحملة ستتضمن حملة تغريد مركزية على مواقع التواصل الاجتماعي يتم خلالها بث رسائل توضح أهمية حفظ حقوق كبار السن وتوفير حياة كريمة لهم، بالإضافة لفعاليات أخرى لجمع تبرعات لتلبية احتياجات كبار السن.

ويشير الوادية إلى أن عدد المسنين الموجودين داخل المركز يبلغ 44 مسنا وجميعهم لا يوجد لهم أبناء وهي فئات محرومة والأكثر احتياجا بين أفراد المجتمع، لافتا إلى أن أغلب هذه الفئات يصلون للمركز بعد التبليغ عنها من وزارة الشؤون الاجتماعية أو الجيران.

ترابط مجتمعي

وهناك ملاحظات ومتابعة مستمرة يقوم بها مركز الوفاء تجاه المسن منها توفير المأكل والمشرب، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لهم، وكذلك الرعاية الاجتماعية والنفسية والاستماع لهم ولشكواهم وحل مشاكلهم، وعمل رحلات اجتماعية، ورفع الروح المعنوية له لإعطائه دفعة لمواصلة الحياة بإيجابية، والكلام للوادية.

ويضيف: "بأن الحملة أطلقت منذ بداية العام الجاري (2018) وستستمر لنهاية العام، وسيكون هناك أنشطة متعددة بهدف الوصول لأكبر عدد من أبناء الشعب للتعريف بالحملة والتوعية بحقوق المسن".

ولدى سؤاله: "كيف لمستم تفاعل المجتمع مع فئة المسنين وهل هي مهمشة مجتمعيا؟"، يرد مبينًا أن المجتمع الفلسطيني مجتمع كريم متعاضد مع بعضه، وأن الكثير من أبناء الشعب يتوافدون، البعض يأتي ليقيم بعض الأنشطة الترفيهية وكسر الروتين لدى المسنين وإخراجهم من العزلة التي يعانون منها ورسم الابتسامة على وجوههم، وتنظيم أنشطة اجتماعية من خلال زيارة بعض العائلات مع المركز والجلوس مع المسنين وتبادل بعض القصص التاريخية والشعبية مما يجعل المسن لديه شغف بالحياة ويكون إيجابي فيها، كذلك تقوم بعض الأسر بتقديم هدايا للمسنين بناء على احتياجاتهم.

ويؤكد أن أهمية الحملة تكمن في تشجيع أفراد المجتمع لزيارة المسنين والتقرب إليهم، مما يعزز الترابط المجتمعي، خاصة أن المشاعر الوجدانية تتحرك عند الذين يزورن المركز، وبالتالي ينقلون تلك المشاعر للمجتمع ، مشددا على أن دعم مركز الوفاء ضرورة فهو واجب ديني وأخلاقي، ماديا ومعنويا، خاصة أن الجانب المعنوي مهم ويشعر المسن من خلاله أن لها دور في المجتمع.

ويستعرض حالة جاءت للمركز أحدث الدعم المعنوية نقلة في حياتها، وهي متعلقة برجل مسن ليس له أبناء ولكن لديه زوجة، دخل إلى المركز دون زوجته وكان يائسا من الحياة وفقد الأمل بكل من حوله وكان قعيد الفراش، ولا يقوم بأي أنشطة رغم أنه مدرس لغة انجليزية سابق، ولكن جرى تأهيله طبيا وصحيا واجتماعيا، وأصبح يعتمد على نفسه، وعاد لبيته ولزوجته.

مشاريع وطموحات

ومن مشاريع وطموحات مركز الوفاء لتحقيق التنمية المستدامة وتوسيع دائرة خدمات واهتمام مركز الوفاء لرعاية المسنين، تجهيز وتشغيل المنتدى الاجتماعي وهو منتدى آل العلمي الثقافي والاجتماعي يضم صالات رياضية والكترونية ورياضية ومكتبة عامة، ومشروع كفالة المسن والتكفل بمصاريفه داخل المركز، وإنشاء وقف الوفاء الخيري، ليعود ريعه لرعاية المسنين المقيمين في المركز لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوسيع دائرة خدمات المركز، وتقديم مشروع رعاية منزلية لكبار السن، ويتضمن المشروع توفير طواقم طبية وتأهيليه لتقديم الرعاية المنزلية الطبية والتأهيلية اللازمة لكبار السن في منازلهم مقابل رسوم رمزية.