فلسطين أون لاين

​العكس هو الصحيح

كأنما تحول إطلاق أبواق السيارات دون مبرر إلى "ثقافة" بدلًا من العكس، فتراها تخترق آذان الجميع: المارة، والسائقين الآخرين، وأصحاب المحال التجارية، والمرضى، والنساء، والأطفال، وكثيرين، دون استئذان.

ولا يقتصر ذلك على المارة في الشوارع، بل إن أبواق السيارات تخترق النوافذ، وتصل إلى البيوت وساكنيها.

وبينما تسير في الشارع في شهر رمضان المبارك، خصوصًا قبل أذان المغرب، كأنما يبدأ مهرجان إطلاق الأبواق، حتى تخترق أذنيك من كل حدب وصوب.

وإذا كانت أبواق السيارات مصيبة فأبواق الشاحنات التي تمر في شوارع مكتظة بالمارة مصيبة أعظم؛ إنها تصيب كثيرين بالذعر، فضلًا عن أنها تسبب لهم الصداع، لاسيما وهم صائمون.

وذات مرة شاهدت شابًّا يطلب من سائق عدم تكرار إطلاق بوق شاحنته، فما كان من الأخير إلا أن كرره مرات ومرات.

لماذا يلجأ سائقون إلى استخدام أبواق سياراتهم؟، هل هو للتنافس مع زملائهم؟، أم لمناكفتهم؟، أم ليفسح الجميع لهم الطريق كأنما هم وحدهم الذين يريدون الوصول بأقصى سرعة إلى وجهتهم؟، أم لأسباب أخرى؟

أذكر أن من أول ما قاله لي مدرب سياقة السيارات أن استخدام البوق مخالف للقانون ما لم يكن هناك خطر محدق.

إن الثقافة المرورية ليست إطلاق الأبواق، وإنما عدم استخدامها على نحو مخالف للقانون، وقبله قواعد التأثير الإيجابي بالمجتمع وأفراده.