فلسطين أون لاين

​نعمة عظيمة

قبل حلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ذكّر إمام المسجد من المصلين بأن يستعدوا لاستقبال هذه الأيام العظيمة بالطاعات والنية للقيام فيها والاعتكاف، وقد لقي آذانًا صاغية.

تعود ذاكرتي أعوامًا عديدة إلى الوراء، وفي كل عام كنت أسمع والمصلون من الإمام ذات النصيحة، وكأنما كان ذلك بالأمس فقط!

تمر الأيام بسرعة فائقة، ونحن ننتظر رمضان من العام إلى العام، ثم لا يلبس أن يأتي حتى يرحل.

إنها واحدة من أعظم أنعم الله، أن بلغنا رمضان هذا العام، وفرصة حضور العشر الأواخر منه والتي فيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

وكم يكون المسلم سعيدا بالصيام والقيام والصلاة في هذا الشهر والعشر الأواخر تحديدا، وكم هي فرصة حقيقية لصفاء النفس، وتعزيز قربها من الله تعالى.

وكم هي نعمة عظيمة، أن تتوفر لدى الإنسان الصحة والقدرة على أداء الطاعات في هذا الشهر الكريم، وغيره.

سيأتي يوما تكون فيه أعمارنا قد أوشكت على الانتهاء، وسنذكر هذه الأيام التي تغمرنا فيها القوة، وسنتذكر ماذا فعلنا فيها، وكيف تصرفنا، وسيشعر من أحسن فيها عملا بأنه حاز ما هو أثمن من كنوز الدنيا، أما من لم يستثمرها على الوجه المناسب، فسيقول: ألا ليت الزمان يعود يوما، لكنه لن يعود.