فلسطين أون لاين

​"اتبرع بأي شيء مش محتاجه للمحتاج".. مبادرة لرسم الفرحة

...
غزة - يحيى اليعقوبي

"اتبرع بأي شيء مش محتاجه للمحتاج"، مبادرة تهدف لغرس قيم التكافل بين أفراد المجتمع، تحث الناس على التبرع ولو بشيء بسيط قد يرسم الفرحة على عائلات فقيرة تفتقر إلى المتطلبات الأساسية، ومن هنا انطلقت الناشطة في المجال الخيري نسرين أبو شاويش (28 عامًا) بتلك المبادرة، لتكرس جل وقتها في متابعة المناشدات من العائلات الفقيرة.

ولا تتوانى الناشطة أبو شاويش عن مرافقة الأسر المريضة إلى المستشفيات، ومتابعة إجراءات الفحوصات الطبية، وقضاء جل وقتها برفقة تلك العائلات خاصة لمرضى السرطان، الذين تولي لهم اهتمامًا كبيرًا في عملها، ولذلك سبب بعد أن فقدت أبو شاويش أمها نتيجة إصابتها بمرض السرطان، لتقرر أن تكرس حياتها في خدمة هذه الفئة.

وأبو شاويش التي تسكن بمخيم البريج وسط قطاع غزة أمّ لستة أطفال، بدأت العمل الخيري منذ خمس سنوات، وتطوعت قبل ذلك في العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية، تقول لصحيفة "فلسطين": "كنت في السابق قبل تأسيس المبادرة، أقوم بجهد شخصي فردي في مساعدة العائلات، وفي عملنا نواجه الكثير من التعب والمشقة في هذا العمل، لكنني قررت أن أكرس حياتي في هذا المجال وفاء لروح والدتي".

فكرة وصداقة

"اتبرع بأي شيء مش محتاجه للمحتاج"، هي مبادرة نسائية بدأت ونمت الفكرة، من خلال روابط صداقة جمعت الناشطة نسرين أبو شاويش، بعدد من النساء بمختلف محافظات القطاع، وتكمل "بدأنا المبادرة قبل خمس سنوات، كنا بالبداية نخدم نحو 20 أسرة شهريًا، ولكننا اليوم نخدم خمسين أسرة شهريًا".

"هل تستطيعين الموازنة بين عملك ومتطلبات الأسرة؟"، أجابت مثنية على زوجها الذي يعطيها مساحة للعمل الخيري ويشجعها على مواصلة مساعدة الفقراء، قائلة: "لو جاءني اتصال بأي وقت في فترات الصباح والعصر لإغاثة عائلة، أذهب فورا وكل يوم أزور عائلات فقيرة، ونتفاجأ بأوضاع معيشة صعبة وقاسية وبيوت لا تتوافر بها المتطلبات الأساسية للحياة، ونرى عائلات تسترها فقط الجدران أما وضعها من الداخل صعب فنحاول التخفيف من هذه المعاناة من خلال المبادرات التي نقوم بتنفيذها".

تركز أبو شاويش وفريقها، على برامج ومبادرات متعلقة بتوزيع طرود غذائية، وكسوة أطفال للعيد والمدارس، وسلات غذائية وقسائم شرائية، ولكنها تولي اهتمامًا كبيرًا في تنفيذ برامج ومبادرات تختص بمرض الأورام والسرطان، نظرًا لازدياد أعداد المصابين به في قطاع غزة.

الوازع الديني والواجب الوطني، هو دافع أبو شاويش للقيام بأنشطة خيرية تهدف إلى تخفيف الأعباء والظروف الصعبة عن الأسر الفقيرة، مستدركة: "لو أنا أردت الانسحاب من هذا المجال وغيري كذلك، فإننا سنعيش في فوضى وسنصل لأمور نحن في غنى عنها".

وتضيف: "في أنشطتنا ليس تحديدًا أن نركز على مرضى السرطان، ولكن في كثير من الأحيان يطلب الممول أو المتبرع استهداف هذه الشريحة، خاصة فئة الأطفال منهم".

وأنشأ الفريق مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لجمع التبرعات لتنفيذ برامجها، متابعة: "المجموعة عملت على توسيع أنشطتنا، وعرض المناشدات عليها، واستقبال المناشدات من الأسر الفقيرة".

قاعدة مشتركة

وقامت أبو شاويش بتشبيك العلاقات مع مبادرات أخرى، وإنشاء تجمع المبادرات الخيرية الشبابية الذي يضم نحو 25 ناشطًا شبابيًّا على مستوى القطاع، والتعاون في تكوين قاعدة بيانات مشتركة بين المبادرات المختلفة، بهدف توسيع استفادة أكبر عدد من العائلات من المبادرات مجتمعة، لافتة إلى أنها شاركت في تأسيس "تكية الخير" للملابس وهي تكية دائمة لها فرعان بغزة والوسطى.

وعن أنشطة المبادرة في رمضان، تبين أنها تركز حاليا على الطرود الغذائية نظرًا لحاجة الأسر الفقيرة لها، وبدأ الفريق بتوزيعها قبل أسبوع من شهر رمضان، والآن يجري التحضير لكسوة العيد للأطفال، قائلة: "نركز على استهداف الأطفال وشراء ملابس لهم، لأننا نلمس ونشعر بفرحة الطفل".

وسيقوم الفريق باستهداف نحو 100 طفل في كسوة العيد من المنطقة الوسطى، ويقوم حاليًّا بترتيب إجراءات تنفيذ المبادرة، إضافة لتنظيم إفطار جماعي يستهدف 100 عائلة من عائلات مرضى السرطان، والتحضير لتنفيذ مبادرة أخرى بتوزيع مساعدات مالية على عائلات فقيرة".

ليست مبادرة "اتبرع بأي شيء مش محتاجه للمحتاج" هي الوحيدة التي نفذتها أبو شاويش، بل قامت سابقا بتنفيذ مبادرة حملت اسم "لمسة وفا" استهدفت كذلك مرضى السرطان، بتوفير قسائم شرائية وعلاج لهم استفادت منها نحو 50 أسرة.

وقامت كذلك أبو شاويش في بداية عملها بإنشاء مبادرة "بسمة فقير"، كانت من ضمن الحالات المستهدفة في هذه المبادرات تمديد شبكات كهرباء وصيانة منازل لبعض المواطنين الذين لا تتوفر لديهم هذه المقومات.