فلسطين أون لاين

​بعد 7 سنوات.. الأشقر يزين إفطار عائلته

...
غزة - جمال غيث

لأول مرة منذ سبعة أعوام، جلس الأسير المحرر إبراهيم الأشقر، على مائدة إفطار رمضان برفقة زوجته وطفلته "إيمان" التي كانت ترمقه بعينيها وتراقب حركاته التي لم تعتد عليها من قبل.

"فحين ولدت ابنتي "إيمان، وقبل أن تكمل شهرها الثاني، اعتقلت ومضت السنوات بدون أي أخبار أو زيارات، فكان زملائي في الأسر يطمئنونني عليها بعد أن حرمت من الزيارة، من خلال معلومات يحصلون عليها من ذويهم خلال الزيارة"، وفق قوله.

بدأ الجميع ينتظر صوت المؤذن، مشعرًا بغروب شمس ذلك اليوم ودخول الليل، ومُؤْذِناً بانتهاء وقت الصيام وبدء تناول الطعام، قبل أن تتساقط من عيني الأشقر، دموع البهجة بتحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلية بعد اعتقال دام سبعة أعوام ونصف العام، ودموع الشوق تتساقط حزنًا وشوقًا على زملائه الذين لا زالوا قيد الاعتقال.

وأطلق سراح إبراهيم الأشقر (29 عامًا) يوم الأربعاء في الثالث والعشرين من مايو الماضي الموافق للسابع من شهر رمضان، بعد قضاء سبعة أعوام ونصف العام خلف أسوار السجون الإسرائيلية عبر حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تعتقل نحو 6500 أسير فلسطيني.

ولا تتوانى سلطات الاحتلال، وفق الأشقر المنحدر من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في ممارسة أي أسلوب من أجل التضييق على الأسرى وعائلاتهم، في محاولة منها للنيل من عزيمتهم، وإحباط المجتمع الفلسطيني، ودون أية مراعاة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية للقوانين الإنسانية والأخلاقية والدينية.

ولا تزال ذكريات الأسر عالقة في مخيلة الأسير المحرر الأشقر، رغم إطلاق سراحه، "فمع دخول شهر رمضان المبارك يواظب الأسرى على قراءة وحفظ القرآن الكريم، وآخرون يتجمعون في حلقة علم، وفق برنامج رمضاني أعد مسبقًا ليشمل كافة الجوانب من العبادات والطعام والترفيه.

ولا يعكر صفو الأسرى في رمضان، سوى صلف الاحتلال وإجراءاته التنغيصية التي يلجأ إليها كلما غاظه منظر الأسرى وهم يطبقون برنامجهم الرمضاني، ويمارسون طقوسهم الدينية رغم الاحتلال.

ويلجأ الأسرى خلال شهر رمضان المبارك لتوفير احتياجاتهم من "كانتينا" السجن رغم تكلفتها المرتفعة وصناعة أطباق من الطعام متنوعة ومختلفة تغنيهم عن طعام إدارة السجن المقدم لهم والمعروف بسوئه، وفق الأشقر.

ويؤكد على حاجة الأسرى لمن يقف إلى جانبهم ويوقف الجرائم والانتهاكات الممارسة بحقهم خلف السجون والتي تصاعدت منذ بداية شهر رمضان المبارك، مضيفًا: "الأسرى يعانون من السجن والسجان ويتعرضون كل يوم لهجمة مسعورة من قبل وحدات القمع "المتسادة" و"اليماز" و"الدرور".

وما إن هم الأشقر، بتناول طعام الإفطار برفقة عائلته، أخذ يدعو الله عز وجل والمقاومة الفلسطينية لتحرير كافة الأسرى وتبييض السجون الإسرائيلية.

وينتظر نحو 6500 أسير فلسطيني بينهم 450 معتقلا إداريا إطلاق سراحهم من خلف قضبان السجون الإسرائيلية ووقف الجرائم والانتهاكات الممارسة بحقهم والمخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية.