فلسطين أون لاين

تعظيم سلام

رغم الصيام، والتعب والانشغال بالعبادات: صلاة، وقراءة قرآن، وأذكار، هناك من يكرسون كل وقتهم لإعداد الطعام يوميًّا، فنجد الأم، والأخت، والزوجة ينشغلن ساعات تمتد من العصر حتى أذان المغرب وما بعد المغرب في إعداد الإفطار.

حقيقة ربما ننظر إلى هذا الدور نظرة عابرة، لأن الكثير من الرجال لا يشارك فيه، أو بعضهم ينام العصر ويستيقظ مع "الله أكبر" حينما يرفع المؤذن أذان المغرب.

لكن إن تمعنا في هذا الدور الذي تقوم به أمهاتنا وزوجاتنا فإنه دور عظيم، وهو لا يقتصر على إعداد الطعام، بل يمزجن بين العبادة وصلاة التراويح، والانشغال بإعداد الإفطار.

هذا الأمر على الأزواج تقديره واحترامه، وربما أرى أن التقدير الأمثل هو المشاركة، ولو بالشيء القليل، أو الوجود بقرب زوجته، أو أمه، أو ابنته، لأن هذه المشاركة تزيد من الترابط والألفة العائلية، وتخلق جوًّا عائليًّا تزول فيه أية خلافات.

إن الأم رمز الحنان والاحتضان، حنان جعلها تتفانى في خدمة أفراد أسرتها وتسعى من أجل توفير جو من السعادة والطمأنينة لهم، هي للأبناء الأم الحنون التي لا تنام حتى يناموا ولا تأكل حتى يأكلوا.

“خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، إن هذا الحديث العظيم يمكن أن نسميه “دستور الأسرة”، حيث يجعل رسول الله معاملة المرء لزوجه وأبنائه هي المقياس والدليل على نوع العلاقة التي تربط العبد بربه.

في الختام إن شهر رمضان يمضي مسرعًا، يمر دون أن نشعر به، لذلك علينا استغلاله الاستغلال الأمثل، بالعبادة، وصلة الرحم، وعمل كل شيء يحافظ على ترابط الأسرة وتماسكها ويزيد من أواصر المحبة بين أفرادها، كذلك نصيحة للأمهات عدم تكريس كل الوقت في إعداد الطعام على حساب العبادة، وتخصيص وقت محدد لا يكون طويلًا لتجهيز الإفطار.