فلسطين أون لاين

​الرزق بحاجة لتضحيات

...
خان يونس - أحمد المصري

على عتبة الشهر الفضيل شهر رمضان يكثرُ الرزقُ وتحل البركة، ولكل مجتهد نصيب، في فقه السائق الشاب أحمد زقوت الذي يعمل بلا كلل ولا ملل على سيارته الخاصة، محاولًا تحصيل ما يستطيع من رزق يُسعد به أفراد عائلته.

ويبدأ السائق زقوت (26 عامًا) رحلة البحث عن الرزق من الساعة السابعة صباحًا من نهار رمضان، وغالبًا ما يكون موعد إفطاره في داخل سيارته على شربة ماء، أو حبات من التمر، ادخرهما وقت خروجه من بيته في محفظة سيارته.

ولا يبالي بتعب جسده، أو بما يُحدثه الإفطار خارج البيت من قسوة على النفس والعائلة معًا، في سبيل طلب الرزق وتحصيله، فالرزق بحاجة لتضحيات في كثير من الأوقات بتأكيد زقوت، ولابد من تفهمها، فالعائلة بحاجة للأموال، وكذلك الحال مع السيارة نفسها التي تتطلب إصلاحات متجددة.

يقول: "جَمعةُ الأهل حول مائدة الإفطار وأجواؤها المترافقة لا يضاهيهما مناسبة في كل أوقات السنة، غير أن بعض الأيام تكثر فيها حركة الناس وتنقلهم عبر السيارات، أو يفرض عليك الواقع التأخر والإفطار خارج البيت".

ويضيف لـ"فلسطين": "أحيانًا تتأخر حمولة السيارة فأكون في وقتها بمدينة غزة، وما إن يكتمل العدد وأسير باتجاه مدينة خان يونس جنوبًا حتى يؤذن للمغرب في طريقنا، لما تأخذه الرحلة من وقت، فأشرب قليلًا من الماء أو أتناول حبات تمر، وأعطي من معي".

ويرى زقوت أيام رمضان فرصة سانحة لتعويض أيام الشهور القليلة الماضية، التي غلب عليها قلة تنقل الناس بين المحافظات، وبطء الحركة بصورة عامة، ما فرضته الأحوال الاقتصادية وقضية قطع الرواتب.

ورغم حالة العمل التي تفرض على السائق زقوت الإفطار خارج البيت يحاول جاهدًا أن يصل بعد وقت قصير إلى البيت، وتناول ما تيسر من طعام مع زوجته والعائلة الكبيرة.

ويختتم قوله: "كل ما أفعله يتعلق بمحاولتي إسعاد عائلته وتلبية احتياجاتهم في ظل الواقع الاقتصادي الصعب ومتطلبات الحياة، وأجد تعبي وغربتي عن الجمعة العائلية "جميلين" مع توفير حاجياتهم".