آخر ما قد يتصوره عاقل أن تتهم وزارة الداخلية في حكومة عبد الله الثني الليبية حركة المقاومة الاسلامية حماس بالتجسس على قوات الجيش الليبي التابع لخليفة حفتر او أي من الاطراف المتصارعة في ليبيا، فمجرد الاتهام لا يمكن تصوره فما بالنا بالتدخل الحقيقي في شؤون الاخرين الداخلية؟
اتهام حركة حماس على هذا النحو تكرر في اكثر من بلد عربي ولكن ثبت فشله بالأدلة القاطعة ،فحركة حماس لديها مبادئ وثوابت لا يمكن ان تحيد عنها ومنها عدم التدخل بأي شكل من اشكال في شؤون الاخرين الداخلية، وان كانت حماس تحرص على الا تتدخل في شؤون الدول المجاورة فما بالنا بدول لا حدود لها مع فلسطين وتفصلها المسافات الطويلة ؟
في كل منطقة من مناطق الصراع العربية نجد دخلاء من كافة الجنسيات ؛الخليجية وغير الخليجية والعربية وغير العربية، ليس هناك دولة تستطيع منع كل افرادها من الذهاب الى تلك المناطق وكذلك لا يمكن اتهام تلك الدول بعلاقتها بالإرهاب او التدخل بشؤون الاخرين، والفلسطينيون لطبيعة قضيتهم وتشردهم موجودون في كل البلاد العربية وان حدث ان تدخل احدهم بشكل او بآخر بشكل خاطئ فهو لا يمثل الا نفسه ولا يجوز تلفيق اتهام للشعب الفلسطيني او لفصيل مقاوم مثل حركة حماس، وكثيرا ما تم الزج بأسماء فلسطينية في مؤامرات ضد الانظمة العربية ثم اكتشفنا لاحقا انها اسماء لشهداء قضوا على ارض فلسطين او انهم في المعتقلات الاسرائيلية لا علاقة لهم من قريب او بعيد باتهامات صادرة عن اطراف عربية، وقد تكون اسماء مزورة من الاساس، لهذا فنحن لا نستبعد تلفيق أي اتهام لأي فلسطيني واخذ اعترافات كاذبة منه من اجل اقحام حركة حماس في صراعات داخلية في ليبيا او غيرها واتخاذ ذلك ذريعة لضرب جماعة الاخوان في ليبيا.
ثم السؤال البديهي الذي يطرح نفسه : لصالح من سيتم تحديد احداثيات مواقع جيش حفتر ؟ لصالح امريكيا ام روسيا ام لصالح العدو الاسرائيلي؟ هل هؤلاء ينتظرون من حركة حماس ان تعطيهم تلك الاحداثيات؟ هل هناك ما هو غائب عن تلك الاطراف ؟ وهل يمكن لحماس العدو الاول لإسرائيل أن تتجسس لصالح عدوها على " الاصدقاء الاستراتيجيين " لإسرائيل في المنطقة ؟؟ وعلى راي المثل الشعبي ..مجنون يحكي وعاقل يسمع.