فلسطين أون لاين

​دورة تدريبية غيرت مجرى حياتي بسبب أستاذها

...
تونس-غزة/ صفاء عاشور:

فرصة رائعة وقوية جعلتني أشعر بأني أكثر الناس حظًّا في هذه الدنيا، فأنا "محمد أبو شرخ" المدرب في مجال التنمية البشرية كنت لا أزال في بداية عملي في هذا المجال، ولكن بمجرد التعرف إلى الأستاذ الدكتور محمد التايه تغيرت حياتي بالكامل، وكان التغيير كله إلى الأفضل.

تغيير له قصة قصيرة؛ فهي لم يتجاوز عدد أيامها أصابع اليد الواحدة، لكن أثرها كان ولا يزال ملازمًا لي في حياتي حتى الآن، بل أعزو كل الفضل فيما تحقق لي بعدها من نجاحات إلى هذه الأيام القليلة التي تعرفت فيها إلى الدكتور محمد التايه.

إن أستاذي الدكتور محمود التايه أحد أكثر المدربين العرب احترافية، ورائد صناعة التدريب العربية الذي أفتخر بأنني تخرجت في مدرسته، وكان له الفضل عليّ في تغيير مسيرتي التدريبية باتجاه الإنتاج وابتكار التدريب والحرص على الاحتراف.

وقبل لقائي الأول به كانت خبرتي في مجال التدريب تتجاوز السنوات السبع بقليل، لكن ظهوره في حياتي منتصف عام 2011م منحني منذ اللقاء الأول أكثر من عشرين عامًا من الخبرة الخالصة، لأنتقل من شواطئ التدريب إلى المياه العميقة لمحيط صناعة التدريب الواسع.

يقول أبو شرخ: "لقائي الأول به كان مميزًا جدًّا، إذ كان في مدينة شرم الشيخ المصرية عندما اجتمع 40 مدربًا عربيًّا ضمن المخيم التدريبي العربي الأول، ليتلقوا تدريبًا مكثفًا في صناعة الحقائب التدريبية وفق منظومة "إيماس" التي ابتكرها وطورها الدكتور محمود التايه مع فريق عمل المركز العالمي الكندي، وهناك بهرني الرجل بأخلاقه وتواضعه واتساع علمه، فقررت أن أكون مرافقه الشخصي طوال أيام التدريب كي لا أضيع أي لحظة يمكن أن أتعلم فيها منه".

ويضيف في حديثه لـ"فلسطين": "كنت أنتظر الدكتور محمود قبل أن يحضر إلى قاعة التدريب لكي أكون أول من يراه، أساعده في حمل حقائب أدوات التدريب الثقيلة، وفي إعداد المواد التدريبية، ولا أفوت أي فرصة لكي أسأل وأسأل وأسأل وهو يجيب بكل رحابة صدر".

يبين أبو شرخ أن هذه العملية كانت تتكرر أيضًا في أوقات الاستراحة التي كان حريصًا أن يكون له فيها مقعد بجوار التايه، وعندما ينتهي التدريب ويذهب الجميع إلى تناول الغداء يبقى معه ليُعيد ترتيب المواد التدريبية في حقائب التدريب، ويتمتع بعشر دقائق خالصة له عندما يصطحبه فيها إلى باب الفندق ليسأل مرة أخرى ويحصل على الإجابات الشافية.

ويكمل: "لا أستطيع أن أقدر حجم ما تعلمته في الأيام الخمسة التي جمعتني بالدكتور محمود التايه في هذا التدريب، لكن أستطيع أن أحدثكم عن أعظم ما قدمه لي، وهو نموذج "المدرب المحترف الإنسان"، فسنوات بقائه الطويلة في كندا وحصوله على جنسيتها لم ينسياه أصوله العربية الفلسطينية الأردنية".

يتابع: "أيضًا احترافه لم يعزله عن متدربيه؛ فهو كان يخالطهم ويمازحهم ويحكي لهم عن ذكرياته وأهم ما تعلم من دروس حياته، بل ويدعو كل المتدربين إلى تناول العصير في أحد مقاهي شرم الشيخ الفاخرة، وقبل كل هذا يستطيع أن يتحمل أسئلة طلاب العلم المشاغبين أمثالي الذين لا يتوقف شغفهم عن معرفة المزيد".

ويشير أبو شرخ إلى أنه وجد في أستاذه الذي وضعه على طريق كان يبحث عنه منذ زمن ليبدأ رحلة أخرى من العلاقة معه علاقة صداقة واحترام عميق، وذلك بسلسلة من اللقاءات جمعته به في مكتبه بالعاصمة الأردنية عمان، شاركه فيها أحلامه وأفكاره في عالم صناعة التدريب التي بدأت تتطور بشكل كبير.

ويؤكد أنه خلال هذه اللقاءات كانت تحدث مناقشات واختلاف في الرأي، ولكن في كل الحالات كان حبه واحترامه للدكتور التايه يزيدان يومًا بعد يوم؛ فهو الذي لم يبخل عنه بوقته أو نصيحته وهو يؤسس للشبكة الدولية للمدربين المحترفين ولبرنامج التدريب المتوافق مع العقل.

يقول أبو شرخ: "اليوم أدين بالفضل الكامل للدكتور محمود التايه بابتكاري وتصميمي برنامج "التربية الذكية"، وبرنامج "تطوير أعمال المدربين"، وما أقدمه من استشارات للمدربين زملائي ليدخلوا عالم صناعة التدريب الاحترافي، وهو الذي علمني ابتكار التدريب واحترافية التصميم، وجرأة التجديد".

ويضيف: "شكرًا لك يا سيدي، وأتمنى أن يكون تلميذك قد حافظ على عهده لك بأن يبقى وفيًّا لأستاذه، ولصناعة التدريب الاحترافي التي علمتني أنها أمل كل إنسان يريد أن يتحرر ويرتقي بذاته".