فلسطين أون لاين

أنت الرابح

حدثني أحد المسنين أنه كان يداوم على زيارة أقاربه وأصدقائه خصوصًا في شهر رمضان المبارك، قبل أن يصل إلى حالة صحية لا تسعفه للتحرك، والتجول.

بدا هذا المسن متأثرًا بذلك، وبين أن على الأصحاء استشعار نعمة قوة أجسادهم وصحتهم وقدرتهم على الذهاب والإياب.

يمكن أن نلمس بشكل يستحق التقدير الزيارات بين الناس في هذا الشهر الكريم، لصلة الأرحام، والاطمئنان على كل شخص يستطيعون الوصول إليه بأي من وسائل التواصل، وأولها وأولاها الزيارات على أرض الواقع.

ما أجمل تعزيز هذا التواصل الاجتماعي فيما بين أبناء شعبنا العظيم، بكل ما أوتينا من وسائل، وقدرة!

إن رمضان فرصة ليعيد كل إنسان تقويم مسار علاقاته الاجتماعية، بهدف تقويتها، وتعزيز إيجابياتها، والاستمرار في ذلك ما بعد انتهاء الشهر الكريم.

اليوم يملك الإنسان صحته وقوته البدنية، لكنه لا يعلم غدًا على أي حال سيكون، وما أعظم أن يكون قد استثمرها في هذا الخير.

سينتهي رمضان، نعم، لكن عبره وقيمه وحكمه تبقى موجودة وتتكامل مع سائر العبادات، وليكن هذا الشهر محطة انطلاق نحو كل ما هو مفيد في جميع مجالات الحياة، ومنها الاجتماعية.

وكل من انتهج الخير في حياته منهجًا، وبادر إلى الناس بالحب، ووصلهم جميعًا دون أن يستثني حتى من قطعه، وضرب في التسامح مثلًا، واستثمر رمضان على هذا النحو أقول له: أنت الرابح.