مع دخول شهر رمضان الكريم يبدأ بعضٌ تحديد بعض الأهداف التي يريد تحقيقها خلال هذا الشهر، راجيًا من الله (عز وجل) الثواب على العبادات والطاعات التي سيتقرب بها إليه.
لذلك على كل مسلم أن يحدد أهدافه التي يريد تحقيقها في شهر رمضان بدقة، وأن يعمل بجد من أجل تحقيقها ومحاسبة نفسه عليها، بدلًا من أن يمضي الشهر بأكمله دون هدف يسعى إلى تحقيقه.
عميد كلية الشريعة والقانون أستاذ الفقه المقارن فيها د. ماهر السوسي قال: "إنه يجب أن يكون للإنسان هدف في رمضان وفي غير رمضان، لأن الإنسان لم يخلق عبثًا، يقول الله (تعالى): (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون)".
وأضاف في حديث إلى "فلسطين": "أما في شهر رمضان فيجب أن يكون الهدف الرئيس لكل مسلم هو صيام رمضان كما أمر الله (تعالى)، بمعنى أنه يؤدي الصوم بفرائضه وسننه وسائر أحكامه الأخرى التي سطرها العلماء في كتب الفقه الإسلامي".
ذكر السوسي أن رمضان شهر مميز، تُضاعف فيه الأعمال، فهو موسم التجارة مع الله (تعالى)، لقول الله في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
وتابع: "فالله يُعطي على الحسنة سبع مائة ضعف، ويُعطي على صوم شهر رمضان أضعاف ذلك، لهذا السبب يجب أن يضع الإنسان نصب عينيه ألا يغادر رمضان إلا وقد استفاد من بركاته بقدر ما يمكنه ذلك".
شدد السوسي على أهمية أن يحرص المسلم ألا يصدق فيه حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "رغم أنف امرئ شهد رمضان ولم يغفر له".
وأشار إلى أنه لا أحد يستطيع وضع هدف أو مجموعة أهداف معينة يمكن لكل مسلم أن يلتزم بها حسب جدول محدد، لأن كل إنسان له ظروفه الخاصة، وله إمكاناته التي تختلف عن إمكانات الآخرين.
واستدرك السوسي: "ولكن يمكن اقتراح مجموعة من الأهداف التي يمكن للمسلم أن يرتبها بحسب فراغه وظروفه وإمكاناته، من هذه الأهداف أن يقصد المسلم أن يكون رمضان شهر عبادة، وليس مظهرًا احتفاليًّا".
تابع: "ومن هذه الأهداف المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، لقول رسول الله: (من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق)".
وبين السوسي أن من هذه الأهداف أيضًا المحافظة على الصلاة النافلة، مثل: الضحى وقيام الليل، ثم الصدقة، وقراءة القرآن وختمه، إضافة إلى حضور دروس العلم في المساجد، وغيرها من أعمال الذكر والبر.
وذكر أن من أهم العبادات التي يجب أن يقوم بها المسلم في شهر رمضان هي صلة الرحم، التي لها شأن كبير في الدين الإسلامي، وقد أعد الله (تعالى) الأجر والثواب الكبير لمن يصل رحمه، فقال (عليه الصلاة والسلام): "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".
