فلسطين أون لاين

​معادلة الهدايا

قد يرى بعضٌ أن القيمة المادية للهدية تعبر عن مدى تقدير الضيف للمضيف، خصوصًا في شهر رمضان المبارك، وقد يربط بعض بين زياراته إلى الآخرين وضرورة إحضار هدية ذات قيمة مادية عالية معه، وإن كان غير قادر على ذلك.

وقد يتخذ أشخاص الهدايا من منظور المعاملة بالمثل: "فلان جاءني بهدية؛ آتيه، وعلان لم يأتني بهدية؛ فلا آتيه".

ما أقتنع به أن الهدية يجب أن يكون دافعها الحب، وليس شيئًا آخر من قبيل المعاملة بالمثل أو غيره، لأسباب عدة ليس آخرها أن ظروف كل إنسان تختلف عن الآخر، وأن الإنسان الذي يقدر على تقديم الهدية يجب أن يفعل ذلك دون انتظار مقابل على الإطلاق.

إنها شيء يتعلق بحب الآخرين، والتعبير عن ذلك بما لا يمكن أن يقاس بالقيمة المادية أبدًا، فرُب وردة واحدة تمثل في عين أحدهم هدية لا تقدر بثمن، وتظل رائحتها وصورتها في ذاكرته ووجدانه ما دام حيًّا.

والهدية لا علاقة لها بقيمة الإنسان المقدمة له، لأن الإنسان لا يقدر بثمن، وهي أمر رمزي بالأساس، يرتبط بظروف ومقدرة كل شخص.

وفضلًا عن ذلك إن مجرد زيارة أحدهم إلى أقاربه وأصدقائه _وإن لم يكن قادرًا على توفير هدية_ هو أجمل هدية بحد ذاته، وهي وواجب وتعبير صادق عن الحب يجب أن يُقابل بالتقدير.

نعم لإبقاء الهدية في معانيها السامية، دون أن تتحول إلى عبء، أو إلى قيمة مادية بحتة، فهي محببة ومطلوبة بالقدر الذي تنشر به الحب، وتعزز العلاقات الاجتماعية، ويتمكن منها كل إنسان ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.