فلسطين أون لاين

كتاب جديد يسرد "مقدسيون صنعوا تاريخًا"

...

القدس المحتلة/ فلسطين:

أصدر المؤلفان الفلسطينيان عزيز محمود العصا والبروفيسور عماد عفيف الخطيب، كتابا جديدا تحت عنوان "مقدسيون صنعوا تاريخا"، واستعرض سير عشر شخصيات مقدسية، ومساهماتها في الحفاظ على عروبة القدس.

والشخصيات العشر التي سلط المؤلفان الضوء عليها من مواليد الفترة (1906 و1940) ويتوزعون على مدى واسع من مجالات البناء والإبداع، واعتمد المؤلفان في منهجية العمل الميداني مع عائلات المعنيين وأسرهم وأصدقائهم دون الاعتماد على ما نشر عنهم من مؤلفات.

والكتاب مكون من 260 صفحة، ونشرته اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية.

والشخصيات المقدسة هي: إليزابيث حنا ناصر (1906-1986) التي كانت من أوائل من حمل الدرجة الجامعية من الفلسطينيات وأول امرأة شغلت منصب مدير دائرة الشؤون الاجتماعية في القدس، والشخصية الثانية هي أمين صالح مجج (1921-1999) وهو طبيب أطفال عرفته كل فلسطين، وسياسي انتمى لوطنه وبنى مؤسسات مقدسية فأتقن البناء والإدارة، حتى ضمن ديمومتها وما زالت شامخة حتى يومنا هذا.

وتناول الكتاب الشخصية الثالثة وهو محافظ القدس السابق أنور الخطيب التميمي (1917-1993) الذي لقب برجل المهمات الصعبة، تولى منصب رئاسة مجلس بلدية القدس في أحلك الأوقات، وسفيرا للأردن في مصر، ومحافظا للقدس، بالإضافة لقيادته وزارات في حكومات عدة، فيما كانت الشخصية الرابعة هي التربوي المقدسي حسني الأشهب (1915-1999) خصص له الجزء الرابع من الكتاب وسلط الضوء على أهمية دوره في قيادة الصراع مع الاحتلال ورموزه وأعوانه حتى تمكن من تخليص التعليم في القدس من براثن التهويد الذي شرع به الاحتلال من اللحظة الأولى لاستكمال احتلال القدس بشطريها.

ومن بين الشخصيات المقدسية التي أفرد لها الكتاب اهتماما، الشيخ حلمي المحتسب (1906-1982) وهو أحد أركان الأوقاف والمقدسات الإسلامية، تحلى بشخصية سياسية وإدارية مسلحة بالإيمان، كما لم يغفل الكتاب عن الشيخ سعيد صبري (1910-1973) وهو شيخ أزهري قاوم مخططات الانتداب البريطاني ومؤامراته لصالح اليهود، ثم واجه عمليات التهويد التي جرت منذ أن ظهرت الحركة الصهيونية في أرض فلسطين، مرورًا بالنكبة والنكسة وما بعدهما وما بينهما.

وتطرق الكتاب إلى شخصية (أمير القدس) فيصل الحسيني (1940-2001) وقد تربعت سيرته على عدد من صفحات الكتاب أيضا، فهو ابن المناضل الشهيد عبد القادر الحسيني, إلى جانب الحديث عن الإعلامي المقدسي محمود أبو الزلف (1924-2005), أحد الشخصيات التي عكست صورة مشرقة للعالم، فهو الذي أسس صحيفة القدس التي بدأت نطفة إعلامية ثم ترعرعت، واكتسبت هذه المؤسسة الإعلامية تلك الخصائص وتمتعت بها رغم الألغام التي زرعها الاحتلال في طريقها.

وتناول الكتاب أيضا شخصية المربي نهاد أبو غربية (1913-2009) فكان له نصيب من الذكرى الطيبة في الكتاب، ووصفه المؤلفان باسم حُفر باللغة العربية الفصحى في صخور القدس وعلى أعالي جبالها وهضابها، فكل القدس تشهد له تربويًا، فهو الذي أرسى واحدًا من أهم أعمدة القدس وهي "الكلية الإبراهيمية" التي تدرس عن القدس بأقصاها وقيامتها وصخرتها فتحفظ لها عروبتها وفلسطينيتها.

وفي الفصل الأخير للكتاب، أفرد المؤلفان الحديث عن المقدسية الراحلة هند الحسيني (1916-1994) التي ولدت أثناء الحرب العالمية الأولى وغيرت الحرب العالمية الثانية مجرى حياتها، وعاشت آلام النكبة وعذاباتها وتجرعت مرارة النكسة وما آلت إليه القدس، وكرست حياتها لأولئك الأطفال الأيتام الذين كانت ترى في البسمة على وجوههم السعادة في أوجها. وتطرق الكتاب لتأسيس الحسيني كلا من متحف التراث الفلسطيني، وكلية الآداب للبنات "كلية هند الحسيني" حاليا.