فلسطين أون لاين

​مخيم الفوار يعيش رمضان على وقع فتح بوابته وإغلاقها

...
الخليل - خاص "فلسطين"

يربط مدخل رئيس مخيم الفوّار بمحيطه من القرى والبلدات المجاورة، لكنّ سكّانه لم يتكيفوا مع ما يفرضه جيش الاحتلال من إجراءات مشدّدة في محيط هذا المدخل، متمثلة بالحواجز العسكرية المفاجئة التي يقيمها الاحتلال ما بين ساعة وأخرى على مدخل المخيم، وتكرار إغلاق بوابة المخيم وفتحها دونما أسباب أو مواعيد واضحة للسّكان، ما يسبب تنغيصًا حقيقيًّا على حياة أكثر من عشرة آلاف مواطن يقطنون المخيم.

وفي داخل المخيم يعيش السّكان حياة قاسية، بفعل نقص الخدمات المقدّمة من جانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وتفتقد أماكن التنفّس للأطفال خاصّة، إذ استقبل المخيّم شهر رمضان بوفاة طفلين غرقا في بركة مياه زراعية بجوار المخيم، الأمر الذي يعزّز مطالب السّكان بضخّ مشاريع إلى المخيم لتحسين ظروف عيش سكّانه.

يقول أبو محمود أحد سكّان مخيم الفوار لـ"فلسطين": "إنّ جيش الاحتلال يكرّر في كلّ ساعات اليوم نصب الحواجز العسكرية على مداخل المخيم، أو إغلاق بوابته الحديدية، وهو إجراء قديم جديد، لكنّ المواطنين يواجهون صعابًا جمّة في التنقل، خاصّة في شهر رمضان المبارك".

ويضيف: "حواجز الاحتلال تنشط في ساعات المساء وقرب وقت الإفطار، ما يضطر المواطنين إلى الانتظار مددًا مختلفة من الوقت، أو تحمّل مشاق المشي على الأقدام من الحقول المجاورة للوصول إلى منازلهم وعدم التأخر عن وقت الإفطار، ما يسبب إرهاقًا كبيرًا للمواطنين يعيشونه في شهر رمضان من كلّ عام".

ويبين أنّ هذا الإجراء بات "روتينًا" طيلة أيام العام، لكنّ المواطنين يواجهون في هذا الأمر بمشقّة كبيرة، خاصّة مع ساعات الصّيام الطويلة في شهر رمضان من جانب، وارتفاع درجات الحرارة من جانب آخر، لافتًا إلى أنّ هذا المدخل الرئيس للمخيم، وهو أقرب الطرق المؤدّية إلى المخيم، للعائد من مدينة الخليل أو من البلدات المجاورة، جنوب محافظة الخليل.

ويذكر في الوقت نفسه أنّ هذا المدخل هو الطريق الأخرى المؤدّية إلى المخيم، وتبعد عشرات الكيلومترات عن مدينة يطا المجاورة، ويتكبّد المواطنون السير مسافات طويلة للوصول إلى المخيم، في حال فكّروا تجاوز الحواجز أو إغلاق البوابة المتكرر.

من جانبه يقول النّاشط الحقوقي أحد سكّان مخيم الفوار أمين البايض لـ"فلسطين": "إنّ معظم مشاكل المخيم التي تبرز في شهر رمضان لهذا العام تتعلق بمنع الاحتلال معظم سكّان المخيم من الحصول على تصاريح عمل في الأراضي المحتلة عام 1948م، إذ يفقدون مصدر رزق هامًّا، بذريعة أنّ أقرباءهم ناشطون في رشق مركبات الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة في أثناء مرورها بالشارع الالتفافي المحاذي للمخيم".

ويكشف أنّ المخيم يعيش في هذه المرحلة أسوأ أوضاعه الاقتصادية مع حلول شهر رمضان المبارك، والتقليصات الكثيرة لخدمات (أونروا)، ونقص الأدوية، والاكتفاء بـ"حبّة الأكامول"، وافتقاد المرضى المضادات الحيوية، بحجة ما تسوّقه (أونروا) من ترشيد المضادات الحيوية في خدماتها الطبية، وعمليات التقليص في برامج التشغيل للاجئين.

وما يؤرّق المواطنين _حسبما يبين البايض_ تكرار إغلاق جيش الاحتلال بوابة المخيم، القضية التي باتت حديث السّكان طيلة شهر رمضان، إذ يتسبب ذلك بعزل المخيم عن محيطه، وعزوف المشغلين عن تشغيل عمال مخيم الفوار، بسبب تكرار الإغلاق، وصعوبة وصولهم في الأوقات المطلوبة.