فلسطين أون لاين

​رغم كثرة المساجد والمسلمين فيه..

رمضان "بروكسل" بارد دون "لمة" الأهل

...
بروكسل / غزة - نسمة حمتو

في الدول الغربية تكون أجواء رمضان باردة تماماً خالية من زينة الشوارع وفوانيس رمضان، ولكن على الرغم من ذلك يحاول المغتربون خلق طقوس خاصة بهم فيبدؤون بشراء أحبال الزينة والإضاءة من بعض المحلات التجارية في هذه البلدان ويبدؤون بتزيين منازلهم على أمل الشعور بذلك الإحساس الذي كانوا يعيشونه في بلادهم عند بدء شهر رمضان الكريم ...

جمعة الأهل

ويبقى غياب جمعة الأهل والأصحاب مشكلة كبيرة يعيشها المغتربون في رمضان والعيد، وفي بلجيكا تحديداً في مدينة بروكسل تختلف الأجواء حسب منطقة السكن التي يعيشها المغترب فبعض الأماكن تعج بالمسلمين وتمتلئ بالمساجد التي يشعر المغترب بوجودها بطقوس رمضان لا سيما عند ذهابه لأداء صلاة التراويح.

تقول نورا شعت إحدى المغتربات في مدينة بروكسل، :" كون هذه المدينة أوروبية - على الرغم من وجود جالية عربية فيها - إلا أن طبيعة البلد تتحكم في أجواء رمضان، فبعض الأماكن يكون فيها الاحتفال واضحاً ولكن في مناطق أخرى يختفي الاحتفال تماماً فتكون باردة".

وأضافت: "مدينة بروكسل مليئة بالمساجد بشكل كبير جداً، كنت أعيش في حي يوجد به مسجدان ولكن للأسف عندما انتقلت إلى بيتي الجديد لم أجد أي مسجد في المنطقة، ومن يريد الذهاب للمسجد يجب أن يقطع مسافة طويلة جداً من أجل الصلاة فيه".

صلاة التراويح

وتابعت قولها: "نضطر أنا وزوجي لصلاة التراويح في المنزل مع أن رمضان الفائت كانت الأجواء مختلفة نوعاً ما في بيتي القديم، كنا نذهب للمسجد ونصلي ونشعر بأننا فعلاً نعيش أجواء رمضان".

وأكملت شعت حديثها:" الآن أعيش في أطراف بروكسل لا يوجد في هذه المنطقة جالية عربية، ففي المناطق التي يوجد فيها جاليات عربية أكثر يوجد بها مساجد وخاصة الجالية المغربية، هنا أذان العشاء الساعة 12 ليلاً أي منتصف الليل، ومن الصعب الذهاب لمسافة طويلة من أجل الصلاة في المسجد والعودة مرة أخرى، والمواصلات العامة هنا تتوقف في هذه الساعات".

وقالت: "حاولنا هنا خلق بعض الأجواء بالفوانيس والأضواء وزيارة الأقارب وصناعة الحلوى الخاصة برمضان، ولكن الجاليات الأخرى مثل المغرب تكون الطقوس عندها بشكل أكبر"، مشيرة إلى أن بروكسل يوجد فيها ما يزيد عن مليون مغربي وهذا ما يساعدهم على إحياء طقوس رمضان.

حلوى رمضان

وأضافت: "هناك بعض المحلات تصنع الحلوى الخاصة برمضان، عندما نجد حركة المسلمين بالمحلات الخاصة فيهم نشعر بأجواء رمضان، ومن خلال جيراني المغاربة أعيش هذه الأجواء، حتى أنهم جاؤوا لتهنئتي أول يوم رمضان وقدموا لي حلوى رمضان الدارجة في بلادهم".

وتابعت حديثها:" هنا عائلات بأكملها موجودة وجيراني لهم 65 عاما في بلجيكا، الشيء الوحيد الذي يفقدني الشعور بطقوس رمضان هو عدم سماع صوت أذان الفجر والمسحراتي وأذان المغرب والتراويح هذا ما نفتقده أكثر شيء في شهر رمضان".

ومضت بالقول:" على الرغم من كثرة المساجد في بلجيكا إلا أنهم لا يسمحون لنا برفع صوت الأذان إلا بالداخل فقط".

صنع الطعام

أما عن الأكلات التي تصنعها من أجل الشعور بأجواء رمضان، قالت:" أحاول أن تكون الشوربة موجودة على المائدة كما اعتدت على ذلك في بيت أهلي، الفلافل بالسمسم كنت أحب تناوله في منزلي بغزة والآن أصنعه في المنزل، حتى القطائف أصنعه في المنزل".

وتابعت قولها:" هناك محلات خاصة بالبهارات الشامية للسوريين واللبنانيين هذه المحلات يتوفر فيها جميع أنواع البهارات التي نريدها، ويتوفر فيها كذلك المخللات الخاصة بشهر رمضان، حتى القطائف والحشوة الخاصة بها متوفر في هذه المحلات".

وأضافت:" رغم هذه الأجواء ومحاولات الاندماج مع السكان هنا لكنني أتمنى جداً العودة إلى غزة لأعيش أجواء رمضان مع أهلي، أتمنى أن يكون الوضع أفضل وأقضي شهر رمضان العام المقبل والعيد معهم أو حتى أستطيع أن أزور أهلي بسهولة دون وجود مشاكل وصعوبات في السفر من معبر رفح".