فلسطين أون لاين

​مقاومة الاكتئاب

...
صورة تعبيرية عن الاكتئاب
بقلم / زهير ملاخة

"أشعر بالتعاسة وفقدان الأمل"؛ "لا أشعر بالسعادة أو بطعم الحياة"؛ "أتمنى الموت في كل وقت"، "أحب الجلوس لوحدي ولا أرغب بمقابلة أحد".

بعض العبارات تسمعها من البعض بمختلف أعمارهم تجد غمامة الحزن تسيطر عليهم لأسباب متعددة تقودهم نحو اضطراب خطيرٍ على النفس يسمى بالاكتئاب وهو اضطرابٌ نفسي يشعر الشخص المصاب به بالحزن وفقدان الرغبة بالحياة.

هذه المشاعر السلبية التي يستسلم إليها بعض الناس نظراً لظروف الحياة الصعبة أو صدمات حياتية أو لمتغيرات أخرى ببيئة كالعمل أو الحياة الاجتماعية أو الشخصية تدفع بصاحبها بالتفكير بشكل سلبي فاقدًا للأمل والحياة ويرسم بمخيلته معاني اليأس والخيبة والحكم بانتهاء الحياة السعيدة نتيجة لموقف أو ظرف مؤلم أو صعب.

هذه الشخصيات التي تصاب بذلك الانهيار النفسي وعدم القدرة على التعامل مع الأحداث بقوة ومتانة وهدوء وذكاء ومرونة تصاب بإجهاد عقلي وجسدي ونفسي تجعلها تنتقل من مستوى بسيط من الحزن والانطواء واليأس إلى مستوى أصعب وأكثر تعقيدا إذا ما استمر على حالته دون تدخل أو تراجع حسن.

لذلك فإن المشاعر السلبية التي تنتاب البعض وتقوده نحو اضطراب الاكتئاب وربما مرض الاكتئاب في محطات متقدمة هي ليست مقتصرة على مراحل عمر معين أو أجناس معينة فهي قد تصيب الجميع وأسبابها ودوافعها متنوعة ومن أهم تلك الأسباب:

- أسباب عضوية لها علاقة بالدماغ .

- عوامل وراثية تكون سببا لدى بعض العائلات.

- عوامل بيئية تكون سببا في تشكيل ضغوط لدى البعض مثل الحالة الاقتصادية – مشاكل اجتماعية- مشاكل بالعمل – وفاة عزيز – مشاكل أصدقاء.

- ضعف الصلابة النفسية تجعل الفرد مهيأ أكثر للإصابة بالضعف والانتكاسة.

- غياب الجانب الإيماني الديني الروحاني في التغلب على المشاكل والأحداث السلبية والتعامل معها بيقين وإيمان قدري وقضائي.

- غياب مهارات الشخصية من مهارة تفكير والتحمل والصبر والأناة وحل الأزمات والمشاكل، هذا الغياب يجعل الفرد يشعر بالاستسلام أمام الصعاب أيا كانت.

ونظرًا للآثار النفسية المؤلمة من هدر للطاقات والألم النفسي الذي ينتاب المكتئب والحالة العقلية السوداوية التي تحضره لا بد من توفير وتبيان أشكال المقاومة من أجل تحصين الأنفس أولا وحمايتها من أي أثر سلبي قد ينتابها ووسائل علاجها عند الإصابة، ومن تلك الصور والوسائل:

- الوعي المسبق من قبل المربين بتأصيل الصلابة النفسية عبر الأساليب والوسائل التربوية ليكون الفرد أكثر وعيا ونضجا وقدره على التعامل مع ظروف الحياة وذات إمكانيات عقلية مميزة ناضجة.

- التربية الإيمانية لا بد أن تكون حاضرة لأن الجانب الإيماني جل العلاج والحل لأن الإيمان بالقضاء والقدر والتوكل على الله يبث بالنفس الطمأنينة والراحة .

- الملاحظة الحية من قبل المربين والأهل والأصدقاء للأشخاص فاذا ما شعرنا ببعض العلامات من انطواء وملامح حزن في نفس أي شخص لابد من تقديم التدخل السريع لتحقيق الإنقاذ النفسي.

- الاستعانة بخبرات الآخرين أصحاب الأثر في القول والإقناع والتأثير وأيضا المختصين لتقديم العون والدعم النفسي اللازم.

- العلاج الكيميائي للحالات المستعصية بحسب تقدير المختصين النفسيين والاكلينكيين.

وبالتالي يجب أن تتضافر الجهود وتعم مشاعر المحبة والإخاء والود والتعاون والتي بدورها تخفف من مشاعر الاحتقان والحزن والشعور بقسوة الآخرين أو ظروف الحياة والتي من شأنها أن تحقق السلامة النفسية والعقلية للفرد والمجتمع.