رمضان هو شهر واحد كل عام، ليس إلا، لكن فيه من الدروس والعبر ما يلازم الإنسان المسلم طيلة حياته.
في آخر ركعة من اعتكاف رمضان العام الماضي قلت في نفسي: "يا الله، الشهر انتهى!"، وانتابني شعور الشوق والفراق، مر العام بكل ما فيه بلمح البصر.
في 17 من الشهر الجاري أعلنت السلطات المختصة بدء رمضان لهذا العام، صليت التراويح ليلتها، ثم الفجر وكذا بقية الصلوات ومضى اليوم الأول، كل ذلك بلمح البصر، وهكذا مضت بقية الأيام ولا تزال تمضي.
لكن كيف نستثمر وقتنا في هذا الشهر تحديدًا؟، بعضٌ يمضي نهار رمضان في انتظار أذان المغرب، بإشغال وقته ربما بمسلسلات غير هادفة، أو القيام بمهامه على عجل دون إتقان، أو إدمان مواقع التواصل دون جدوى، أو غير ذلك.
لكن بعض آخر ينتبه تمامًا إلى أن كل دقيقة في هذا الشهر الكريم ثمينة إلى حد لا يتخيله، فيقضيه بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، من قراءة القرآن، وعمل الخير، ومساعدة الآخرين، وإتقان المهام، وغير ذلك.
لقد تفضل الله علينا بأن بلغنا إياه هذا العام، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وما ينطبق على استثمار وقت رمضان حتمًا يشمل عمر الإنسان كله، لأن الله (عز وجل) سيسألنا عن أعمارنا فيم أفنيناها.
وأرى أن رمضان فرصة تمكننا من تقييم وتقويم مسارنا في هذه الحياة.
رمضانُ كحبيبٍ ننتظرهُ طويلًا، لا يمكث إلا قليلًا، العبرةُ فيما نقوله له وما يقوله لنا، لقاؤه يذكرنا بإخبار أنفسنا: أين نحن؟، وإلى أين وصلنا؟، والفكرةُ بمقدار المسافة التي يعيدنا بها إلى الله.