هل جاء الصهاينة لفلسطين طبقة من المثقفين؟ سؤال يتبادر لكثير من الناس، وللإجابة عنه لا بد من أن نسأل سؤالًا آخر: ما هي أهم وأقدم مؤسسات علمية تقنية في دولة الكيان الصهيوني؟, نعم هي الجامعة العبرية ومستشفى هداسا ومعهد التخنيون, وجميع هذه المؤسسات تأسست قبل قيام دولة (إسرائيل) بأكثر من ربع قرن.
فقد افتتحت الجامعة العبرية عام 1925م, في يوم الأربعاء الموافق 1343ه, والذين افتتحوا الجامعة هم كبار رجالات الحكم في بريطانيا وعلى رأسهم أرثر جيمس بلفور, أي أن بريطانيا هي من أنشأت للصهاينة الجامعات فهي التي وضعت حجر الأساس وأنفقت وهي التي افتتحت.
ولم يقتصر الأمر على الجامعة العبرية في القدس بل أنشأت بريطانيا للصهاينة في هذه الحقبة مشفى هداسا في القدس ومعهد التخنيون في حيفا المسئول عن الدراسات التقنية والهندسية والدراسات النووية.
والجدير ذكره أن حجر أساس التخنيون وضع قبل 1924م, بسنوات فبريطانيا منذ أن احتلت فلسطين 1917م, وهي تعمل بجد على بناء الصهاينة في كل المجالات العلمية والاقتصادية والعسكرية, فالصهاينة لم يأتوا على بلادنا متعلمين مثقفين.
ونضرب مثلاً آخر يعكس دور بريطانيا في ترسيخ المشروع الصهيوني وحمايته ورعايته إعلامياً، فلو تأمل كل منا الفضائيات عندما تعرض تقريراً عن نكبة الشعب الفلسطيني 1948م, ستجد أن كل الفضائيات عندما تأتي على ذكر الفلسطيني تعرض صورة رجل عجوز وامرأة مسنة تعكس صورة الضعف والهوان.
وعندما تأتي الفضائيات على ذكر الطرف الصهيوني تبدأ بعرض مقاطع فيديو وصور لشباب من الصهاينة ينزلون من البواخر، ويعملون بجد في البناء والزراعة، ومن خلال متابعتي للوثائق تبين لي أن كل هذه المقاطع والصور أنتجتها بريطانيا من أجل ترسيخ فكرة في العالم أجمع تقول "أرض بلا شعب وشعب بلا أرض" أي أن هؤلاء العجائز والشيوخ الفلسطينيين لا يعدون شعباً.
وأن صورة الصهاينة الشباب العاملين بنشاط وهمة تقول: إن هذا الشعب الصهيوني المسكين المتعلم الذي يعمل بجد ويبني حضارة ليس له وطن وهو بحاجة لهذه الأرض الفارغة التي لا يوجد فيها شعب, نعم هكذا كانت المؤامرة على شعبنا الفلسطيني.