نفت مصادر في السلطة الفلسطينية أن تكون الرئاسة قد هددت بوقف التنسيق الأمني إذا ما اتخذت دولة الاحتلال (اسرائيل) خطوات أحادية الجانب تجاه غزة، أي إذا قدمت (إسرائيل) تسهيلات لقطاع غزة دون التشاور مع السلطة.
من الجيد أن يكون مثل ذلك الخبر مجرد إشاعة لأنه غير مقبول فلسطينيا ولا وطنيا ولا بأي وجه من الوجوه أن يتم التعاون بين الاحتلال والسلطة ضد قطاع غزة. (إسرائيل) اتخذت خطوات أحادية الجانب وحاصرت قطاع غزة ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على تلك الجريمة الا أن السلطة لا تفعل شيئا حيال ذلك، أي ان حصار غزة لا يشكل عقبة في علاقة السلطة مع المحتل الإسرائيلي وهذا بظني دلالة على موافقة ضمنية على حصار غزة وهذا أمر لا بد وأن ينتهي وخاصة بعدما تلقت السلطة الصفعة تلو الأخرى من دولة الاحتلال ومن الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك من بعض الأنظمة العربية.
بعض قادة منظمة التحرير الفلسطينية لا يعلم شيئا عن صفقة القرن ولكنبفطرته غير السليمة يؤكد أن تقديم تسهيلات لقطاع غزة هي من صميم صفقة القرن، يعني أي لقمة او شربة ماء تدخل جوف فقير في غزة هي لبنة من لبنات صفقة القرن، أما اذا اشتد الحصار والبلاء وبلغت القلوب الحناجر وقد بلغت فعلا فهذا بالنسبة اليهم أقرب الطرق الى تحقيق المشروع الوطني، وهكذا أصبحت المعادلة؛ التسهيلات لغزة مؤامرة وتنفيذ لصفقة القرن والضغط على غزة واهلها يحقق هدف المشروع الوطني.
باعتقادي أن كل هذه الخزعبلات على وشك الانتهاء، ورغم أن قادة حماس أكدوا على عدم وجود أي اتفاق مع أي جانب خارجي إلا إنني أرى أن الامور تتجه نحو التهدئة والحلحلة وتخفيف الحصار ربما من أجل الوصول إلى نهايته، ومن حق سكان غزة اللجوء الى كل الطرق الممكنة والمشروعة لتخليص أنفسهم مما هم فيه, التسهيلات التي تقدم لقطاع غزة وستقدم لاحقا ليست مجانية وانما هي ثمرة صمود وتضحيات جسام قدمتها غزة، وكذلك خشية الاعداء من تفجر الأوضاع مرة أخرى بشكل لا تحتمله دولة الاحتلال (اسرائيل)، فرفع الحصار أصبح أخف ضررا وتكلفة من بقائه.