اقتحام دوريات الاحتلال الإسرائيلي لبلدة عزون شرق قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة، ليلاً، لم يعد سهلاً على قواته المدججة بالسلاح في مواجهة شبان بالمرصاد لتحركاتهم، بوسائل قتالية مصنعة يدوياً.
عدة دوريات إسرائيلية اشتعلت فيها النيران قبل أيام عند اقتحامها بلدة عزون، وثقتها كاميرات النشطاء، حينما استهدفها الثائرون بالأنابيب والأكواع المتفجرة، بالإضافة إلى الزجاجات الحارقة، واستخدام بقايا قنابل الغاز من خلال إعادة تدويرها وإلقائها على الدوريات.
نشطاء في البلدة المحاصرة، أكدوا في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن مواجهة دوريات جيش الاحتلال أصبحت واجباً يشارك فيه الجميع، وفي أوقات الليل جرى استهداف العديد منها بأكواع يدوية متفجرة وزجاجات حارقة، ما أدى لتشديد القبضة الأمنية على البلدة من خلال حملات اعتقال واسعة وتفتيش للمنازل وتهديد الأهالي بتشديد الحصار عليهم إذا استمرت مثل هذه الأعمال.
المواطن خالد قال: "في الآونة الأخيرة لم تعد الاقتحامات سهلة لجيش الاحتلال على بلدة عزون، ولم تقتصر المواجهات على إشعال الإطارات ورشق الحجارة ووضع المتاريس، فهناك توثيق بالكاميرا لإلقاء الأكواع المتفجرة والزجاجات الحارقة، الأمر الذي جعل جيش الاحتلال يرتبك، ويقف عاجزاً عن معالجة الأمر ميدانياً، مع هروبه وعلو صيحات التكبير".
وأضاف: "لم تكن هذه الظاهر موجودة في السابق، فإقدام الشباب على المواجهة ارتفعت وتيرتها، حتى أن بعض شبان البلدة أصدروا بيان رقم واحد باسم وحدة الكوشوك، في تقليدٍ لمسيرة العودة الكبرى قرب السياح الفاصل شرق قطاع غزة".
وفي مدينة قلقيلية التي تتعرض كغيرها من مدن الضفة للاقتحامات المتكررة، أعاد الشبان تدوير مخلفات قنابل الغاز التي يطلقها عليهم جنود الاحتلال من خلال حشوها بمواد حارقة وانتظار الفرصة المناسبة لإلقائها على دورياته بواسطة "المقلاع"، إضافة لرشق جيباته العسكرية بعلب الدهان حتى يفقد سائقها الرؤية الأمامية.
الشاب يونس يصف مواجهات دوريات الاحتلال وهي تجوب شوارع المدينة بالشجاعة الواجب مشاركة الجميع فيها، مضيفاً "هم (جنود الاحتلال) يدخلون للتخريب والاعتقال، وعلينا إعاقة عملهم العنصري، فهم يرعبون كل من يصادفهم وعلينا إرعابهم بكل وسيلة نستطيعها".
وتداول نشطاء في كافة المدن الفلسطينية، فيديوهات تتضمن استهداف شبان ومن مسافة قريبة دوريات جيش الاحتلال بوابل من الزجاجات الحارقة والقضبان الحديدية، وعدم تمكن من بداخلها من الجنود بالرد على المتظاهرين.
المرشد النفسي عزام خالد، قال في تحليل هذه الظاهرة: "كما يتم تبادل الخبرات في كل المجالات يتم تبادل خبرات المواجهة، ووسائل التواصل الاجتماعي وفرت لكل متابع لها ما يريده، والشبان في المدن الفلسطينية التي تمتاز بكثافة الجيل الشاب فيها استفادوا كغيرهم من كيفية التصدي لدوريات الاحتلال، سواء من خلال مشاهدة ما يجري في غزة أو في مدن فلسطينية أخرى".
وأضاف "لا يحتاج الأمر إلى بذل جهد كبير وتنظيم كما كان في السابق، فهي مبادرات فردية فاعلة على الصعيد الميداني، وما يجري في الميدان من اقتحام متكرر يجعل الشاب مستفزا نفسياً من مشاهد الاقتحام، فيعبر بطريقته في المواجهة بوسائل بدائية".