سئلت (الشعوب العربية) من المحيط إلى الخليج: من الأخطر على العرب ؟ هل هي إسرائيل، أم إيران، أم الإخوان، أم الإرهاب؟ فأجابت مجتمعة : إن (إسرائيل) هي الأخطر، فهي تحتل فلسطين، وأراضي عربية، وهي تملك أسلحة نووية متطورة، ولديها أطماع توسعية في المملكة وغيرها؟ والتاريخ والفكر الصهيوني يؤكدان هذه الحقيقة.
وسئل (ولات الأمر ) في بعض دول الخليج من الأخطر ؟! فقالوا مرة إيران، ثم نسخوا إجابتهم لاحقا، وقالوا: الإخوان؟! وهكذا خالف ولاة الأمر منطق الإجماع العربي الشعبي؟! وخالفوا موروث السابقين كالملك فيصل الذي احتضن الإخوان زمن الاضطهاد الناصري لهم، وسهل إقامتهم، واتخذ منهم مستشارين له.
ماذا يمتلك الإخوان من أدوات الرعب والخطر ؟ (إسرائيل ) تملك قنبلة نووية، ولا تمثل خطرا على الخليج، بل إن للخليج ( كما يزعمون) مصالح كبيرة مع (إسرائيل؟! ) . وإيران تمتلك صواريخ بالستية، وتسعى إلى امتلاك القنبلة النووية، وتعمل على تصدير الثورة، ومع ذلك يبقى خطرها على الخليج محدودا ويمكن معالجته؟!
الإخوان في نظر قادة الخليج يمتلكون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب كاذب. هم يمتلكون قنابل نووية، وصواريخ بالستية، وأكثر؟! هم لهم أجهزة مخابرات، وكومندوز ، ويمتلكون ما لا تمتلكه (إسرائيل) ولا إيران ، لذا فهم الأخطر؟! ( والله هذا عيب معيب).إن فكرة أن ( الإخوان خطر على العالم العربي ممن سبق هي فكرة صهيونية قديمة.
ثم إن الإخوان هم خطر كبير على أوروبا الغربية؟! .أوروبا بحسب الخليج يمكن أن تصير إخوانية خلال سنوات؟! ولست أدري ما يعيب الخليج في ذلك؟! وما الذي يؤذي الخليج إذا صارت أوروبا مسلمة إخوانية؟! حين تصير أوروبا إخوانية، تكون البلاد العربية والمسلمة قد سبقتها إلى ذلك؟!
لقد فحصت بريطانيا ملف الإخوان بناء على طلب الخليج ورفضت أن تضعهم على قائمة الإرهاب لانعدام الدليل. وفشلت أموال الخليج في إغراء بريطانيا. عندها لم تجد بعض دول الخليج بدا من وضعهم على قوائم إرهاب محلية، ولا مانع من وصفهم بأنهم الأخطر من (إسرائيل وإيران؟!) .
لم يعد منطق الخليج مفهوما، حتى لشعوب الخليج، وإن وضع الإخوان في سلة الخطر الإيراني والإسرائيلي، والزعم بأنهم هم الأخطر، دليل على انحراف التوجهات الخليجية الحاكمة. ودليل على الاستبداد، ومحاربة الفكر بالأمن والقمع، لأن الإخوان فكرة لا جيش؟!