فلسطين أون لاين

رمضان يوحِّدنا

كل ما في هذا الشهر الكريم يدعوني إلى التأمّل.

في الطريق إلى المسجد لأداء الصلاة وخاصة العشاء والتراويح، أتأمّل كيف اجتمع المسلمون لأداء الفرائض والسنن، وكيف ينتظر مئات الملايين حول العالم شهر رمضان شوقًا لكلِّ ما فيه، ومنه التراويح.

ومنذ أذان الفجر وحتى المغرب، أتأمّل كيف أصوم والمسلمين عن الطعام والشراب، وكيف نجتمع على هذه الفريضة، بكل ما أوتينا من عزيمة وإيمان.

وأرقب كيف نصبر جميعا، ونتنافس في قراءة القرآن والدعاء، لإيماننا بأن الله وحده عز وجل القادر على الاستجابة لكل ما في نفوسنا.

وألاحظ كيف يتعزز التكافل الاجتماعي، وكيف يشعر كل منا بأخيه وجاره وبمن قلّ ماله وطعامه حول العالم.

ولا يفوتني أن أرى كيف يهتم كلٌّ منا بتعزيز نصيحة الآخرين، والاهتمام بهم، والمسارعة إلى تطبيق القيم العظيمة.

إن رمضان لا يتعدى الشهر الواحد، لكنه يحفّز كل هذه الوحدة بين المسلمين، ويزيدها، ويذكرنا بأننا أمة واحدة، تأمر بالمعروف، وتعتصم بحبل الله.

رمضان فرصة حقيقية نحمد الله العلي القدير أن بلغنا إياه لنستقي منه الدروس والعبر، ونرجوه تعالى أن يعيننا على طاعته دومًا، وحسن عبادته.

إن هذا الشهر الكريم، صورة لما ينبغي أن يكون عليه حالنا على الدوام، موحدين، نبتغي الخير في الدنيا، وأن نلقى الله بقلب سليم في الآخرة.