فلسطين أون لاين

لماذا نصوم يا ماما؟

...
كتبت/ حنان مطير:

كثير من الأطفال اعتادوا أن يصوموا نهارًا طويلًا غير مبالين بالجوع والعطش، اللذين _لا شكّ_ يشعرون بهما جميعهم، وبعضٌ لا يحتمل فيصوم حتى الظهر أو بضع ساعاتٍ من اليوم، لكن في نفس كل صغير سبب يدفعه إلى تحمل مشاقّ الصيام، لكن هذه الدوافع تختلف من طفلٍ إلى آخر، كلٌّ وفق ما علّمه مربّوه.

الغالبية في مجتمعنا تعلّم أطفالها أن الشعور بالفقراء هو سبب أساسي للصيام، فماذا إن سأل الطفل: "هل الفقراء يصومون؟"، ستكون الإجابة: نعم، فإن كانوا يصومون فبمن سيشعرون إذن؟!

يخبرنا أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية عبد السلام اللوح أن الإجابة الصحيحة للطفل حين يسأل والديه عن سبب الصيام هي كالتالي: "حتى نتعلّم التّقوى"؛ فالله (تعالى) يقول في كتابه العزيز: "لعلكم تتقون".

ويقول: "قل لطفلك إننا نصوم لأن صيامنا التزامٌ بطاعة الله وتقرب منه، وهو عبادة فيها تهذيب للنفس، فإن رأينا الطعام والشراب أمامنا ونحن نشعر بالجوع والعطش فنصوم عنهما ولا نقترب منهما؛ فهذا التزامٌ بالطّاعة لله (تعالى)".

إذن إن الصيام هو عبادة تجعلك أكثر قربًا من الله مما كنت عليه سابقًا، وهو رسالة تصل إليك وتقول لك: إنك تستطيع أن تلتزم بأوامر الله بأمور دنيوية أنت بأمس الحاجة لها، وبذلك يمكنك فيما بعد أن تلتزم ببقية أحكام الله ونواهيه بكل سهولة.

يضيف: "الصيام هو تعليم وتدريب على "قوة الإرادة"، وكثيرون هم الأشخاص الذين يزورون الأطباء فيكتبون لهم وصفاتٍ للحمية (الرجيم)، مثلًا، فلا يتبعون تلك الوصفات بدقة كاملة، ولكنك في الصيام تقوم بهذا بكل دقة، لأن إرادة داخلية تقول لك: هناك أجر جعله الله مفتوحًا لك حين تصوم عندما قال: (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)".

إذن لا تعلموا أولادكم أن سبب الصيام هو الشعور بالفقراء، أو حتى لا ندخل النار، أو أن الله يريد اختبار صبرنا؛ فهناك مئات الطرق التي يمكن بها اختبار الصبر غير الحرمان من الطعام والشراب ساعات طويلة، وهناك مئات الطرق لنشعر بمشاعر الفقراء المحرومين غير الصيام.