بينما تسير في الشوارع، أو تجلس في بيتك؛ قد تفاجئك أصوات تبدو للوهلة الأولى أنها انفجارات، خصوصًا بعد الإفطار.
في حقيقة الأمر هذه هي ألعاب نارية أو مفرقعات، يستخدمها بعض الأطفال بكثافة في شهر رمضان المبارك، إلى جانب إشعال "سلك الجلي"، الذي يتطاير منه الشرار.
لا أعرف ما العلاقة بين رمضان وهذه المفرقعات، ولماذا تنتشر فيه تحديدًا؟!، مع أن من دروس هذا الشهر إرساء الطمأنينة والهدوء، وحفظ النفس.
ربما يعتقد بعضٌ أن هذه التي تسمى ألعابًا تبعث الفرح في نفوس الأطفال، لكنني أعتقد أنها وسيلة قد تؤدي بهم إلى الهاوية، فأفاد خبر ورد في الرابع من رمضان الحالي أن طفلًا (12 عامًا) أصيب بجروح بليغة في عينه، نتيجة عبثه بالألعاب النارية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهذه حادثة واحدة مما تتناقله وسائل الإعلام كل عام.
بذلك تحقق إيذاء النفس التي نحتاج لها سليمة ومعافاة، فضلًا عن إيذاء الآخرين.
باعتقادي إن شعبنا الفلسطيني ليس بحاجة إلى "ألعاب" ينتج عنها أصوات انفجارات، وإن كانت وهمية، فهو الذي يستهدفه الاحتلال منذ عقود طويلة بالقصف والانفجارات الحقيقية.
ولو كنتُ أبًا لنصحت أبنائي بالابتعاد عن الألعاب النارية والمفرقعات، حرصًا عليهم وعلى الآخرين.
إن الفرح الحقيقي يتحقق بالصيام والقيام أولًا، إلى جانب قيم يعززها رمضان كالصبر والحكمة، ثم يمكن اللجوء إلى وسائل كتعليق الزينة، والفوانيس، والإنشاد، وغيرها من الوسائل التي يستطيع الأطفال أن يبدعوا فيها، بما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالنفع.