فلسطين أون لاين

في قطر الغربة لا تلغي أجواء الفرح بقدوم رمضان

...
غزة/ صفاء عاشور:

"لا يوجد أصعب من الغربة، ويزيد الإحساس بها خاصة في شهر رمضان" بهذا بدأت شيماء مدحت حديثها، وهي فلسطينية في الخامسة والعشرين من عمرها، من قطاع غزة، ومغتربة منذ خمس سنوات في دولة قطر، حيث تعيش مع زوجها وعائلته.

ومع الأجواء المليئة بالفرح والسعادة، التي تنتشر في المدن القطرية، وبين أهاليها، يتملك الاشتياق إلى الأهل والاجتماع معهم على سفرة واحدة كل مغترب في شهر رمضان.

لذلك تحاول شيماء التغلب على هذا الشعور، أو التخفيف من حدته عليها وعلى زوجها بالاجتماع مع أقاربهم الفلسطينيين في دولة قطر، إضافة إلى طبخ المأكولات الفلسطينية التي فيها يشتمون رائحة بلاد أبعدتهم عنها الظروف.

ذكرت شيماء أنها انتقلت إلى العيش في قطر منذ خمس سنوات، وكان رمضان في السنة الأولى لها صعبًا جدًّا، لعدم تأقلمها مع أجواء دولة قطر وبعدها عن أهلها، لكنها بعد خمس سنوات بدأت تألف الأجواء المليئة بالحب.

وبينت في حديث إلى "فلسطين" أن التعامل مع المواطنين القطريين كان سهلًا وبسيطًا، لحبهم الكبير للشعب الفلسطيني، وخاصة أهل قطاع غزة، مشيرةً إلى أن الكرم والجود سمة غالبة على معظمهم، وهو ما خفف من شعورها بالغربة.

قالت شيماء: "إن أجواء رمضان جميلة جدًّا في قطر، حيث قبيل دخول الشهر الكريم تمتلئ الشوارع والمدن والبيوت بالأنوار والزينة التي تنتشر في كل مكان، إضافة إلى التجهيزات الواضحة في الأسواق التي يتوافر فيها كل ما يتعلق بشهر الرحمة والمغفرة".

وأضافت: "أما الفلسطينيين فيا للأسف لا يوجد لديهم أي تجمعات في قطر كما في الدول الأوروبية، ربما لإحساسهم بأنهم بين أهلهم في دولة قطر، ووجود بعض الترابط والتقارب اللغوي والديني".

وبينت أن شهر رمضان يحظى باهتمام كبير من الحكومة والشعب القطريين، إذ تسود أجواء قمة في الروعة، تزيدها القرارات الحكومية التي تخفف من ساعات دوام العمل للمواطنين والمقيمين، إضافة إلى انتشار التزاور بين الناس وصلة الرحم وتبادل الهدايا في هذا الشهر.

أول يوم في شهر رمضان أكدت شيماء أنها تحرص دائمًا أن يكون هذا اليوم يومًا فلسطينيًّا بامتياز من ناحية الزينة، والمأكولات، وخاصة الوجبة الرئيسة، التي إما أن تكون الملوخية والفتة أو المقلوبة أو المسخن.

تابعت: "إضافة إلى بعض المأكولات القطرية الشعبية كالهريس، والمضروبة والثريد، وهي أشهر الأكلات الشعبية في قطر التي تطبخها العائلات القطرية بكميات كبيرة، وتوزعها على أفراد العائلة والجيران حتى المقيمين من أصحاب الجنسيات الأخرى".

وأشارت إلى أنه بعد تناول وجبة الإفطار تقُدم أطباق الحلوى التي "الكريم كراميل" والقطائف أشهرها، إضافة إلى الفواكه البادرة، ثم بعدها يتوجه إلى المساجد لأداء صلاة التراويح التي يشارك فيها الجميع.

وذكرت شيماء أن دولة قطر لا تعرف النوم خلال الليل، إذ يبقى أهلها مستيقظين، يتزاور الأهل والجيران، وبعد انتهاء هذه الزيارات الرمضانية يجتمع أفراد كل عائلة ويسهرون حتى موعد السحور، ثم يؤدون صلاة الفجر، وبعد ذلك يتوجه كلٌّ إلى النوم.

ولفتت إلى أنه في قطر المحال والأسواق والأماكن السياحية جميعها لا تعرف النوم، إذ تنشط بعد صلاة التراويح، بعكس مدينة غزة، فبعد الإفطار وصلاة التراويح وأداء الزيارات تتوقف الأنشطة والفعاليات.

وفيما يخص الأطفال في رمضان قالت شيماء: "الأطفال لهم نشاط خاص في منتصف شهر رمضان، إذ يلبسون الزي القطري ويذهبون إلى البيوت لجمع الهدايا والحلوى والمكسرات، ويسمى هذا اليوم يوم القرقيعان".