يمكن لعينيْ طفل فلسطيني في قطاع غزة أن تلخص مشهد رمضان.
قد يكون هذا الطفلُ محرومًا من حق أساسي، أو مما ينعم به أي زميل له في الطفولة حول العالم، لكن لحلول رمضان رونق خاص لا يغيب عنه.
منذ نحو 11 سنة شددت (إسرائيل) حصارها لمليوني فلسطيني في القطاع، لا ذنب لهم؛ لكن وجودهم على أرضهم يزعج المحتلين.
تخترع سلطات الاحتلال الذرائع لحجب الحقوق الأساسية للإنسان، ومنها الغذاء. إنها –بصفتها احتلالا يخالف بحد ذاته كل القوانين والأعراف- تواصل ضرب الأخيرة بعرض الحائط، ومنها ما نص عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 57/ 226 لعام 2002، "حق كل إنسان في الحصول على أغذية سليمة ومغذية، بما يتفق مع الحق في الغذاء الكافي".
وحق الصحة، "التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق اﻷساسية لكل إنسان، دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة السياسية أو الحالة اﻻقتصادية أو اﻻجتماعية"؛ وفق ما ورد في دستور منظمة الصحة العالمية، لكن تقضي عليه أيضًا سلطات الاحتلال، وتمنع على نحو غير مشروع، الكثير من المرضى من العلاج خارج القطاع.
وحق التنقل والسفر، المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. "لكلِّ فرد حقٌّ في حرِّية التنقُّل وفي اختيار محلِّ إقامته داخل حدود الدولة.. لكلِّ فرد حقٌّ في مغادرة أيِّ بلد، بما في ذلك بلده، وفي العودة إلى بلده"، تحرم سلطات الاحتلال الفلسطينيين منه، لاسيما في القطاع.
وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هُجِّروا منها بالقوة. "وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم"، وهو ما نص عليه القرار 194، ولا تطبقه سلطات الاحتلال.
يأتي رمضان في ظل هذا الظلم الكبير الواقع على الشعب الفلسطيني، ولو تمكن الاحتلال من منع الهواء عنه لفعل، لكنه لن يتمكن مهما طال الزمن من تحقيق مآربه.
هذا ما تقوله عينا أي طفل، فضلا عن أي رجل، أو امرأة فلسطينيين في فلسطين أو خارجها، يتشبثون بأرضهم، ومقدساتهم، وبالأمل، والفرح بإيمانهم، ويقينهم أن سعيهم سيكتمل يومًا بإنهاء هذا الاحتلال، والحصار.