لقد ترسخ في الثقافة الإسلامية أن رمضان هو شهر الانتصارات، نعم؛ فالمتتبع للتاريخ الإسلامي يجد أن جل المشاريع الكبرى في الحضارة الإسلامية، حدثت في رمضان، بل إن أعظم انتصارات الإسلام تحققت في رمضان، فهذا الشهر هو شهر الخير والبركة، شهر الإنجاز، شهر النجاحات والانتصارات الكبرى.
والجدير ذكره أن كثيرًا من الانتصارات لها علاقة بفلسطين، فإما أن تكون لها علاقة بالزمان، أو المكان، أو لها علاقة بالأبطال واللاعبين الرئيسين، الذين حققوا هذا الانتصار، فليس غريبًا أن تكون معارك بدر، والبويب، والزلاقة، وعين جالوت، وملاذكرت، وفتح القسطنطينية، وتبوك، وفتح مكة، وفتح الأندلس، وجيش أسامة بن زيد، وفتح عمورية حدثت في شهر رمضان، فكل المعارك الكبرى التي غيرت موازين القوى في الأرض حدثت في شهر رمضان.
ولكن السؤال المهم: ما علاقة هذه الانتصارات بفلسطين؟، وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف أن هناك قانونًا في التاريخ، يقول: كل قوة تتغطرس وتصل إلى حد العالمية في الغطرسة والظلم تندفع إلى فلسطين، وتصطدم بأهل فلسطين، فيكون تحطيم هذه القوة على أيدي أهل الأرض المقدسة، سكان أكناف بيت المقدس.
وهناك عدد من الشواهد التاريخية تدلل على ما نذهب إليه.
فقد هزم اليونان على تراب غزة 332 ق.م، وهزم الرومان على تراب فلسطين في عدد من المعارك مثل عربة وداثنة 12هـ /632م، وأجنادين 13هـ/633م، وفحل بيسان 14هـ/635م، وكذلك هزم الصليبيون عددًا من الهزائم على تراب فلسطين، مثل حطين 583هـ/1187م، ومعركة غزة 642هـ/1244م التي سقط فيها من الصليبيين على أيدي أبطال غزة وفلسطين قرابة 30 ألف جندي، لذلك أطلق عليها في التاريخ معركة حطين الثانية.
والآن يأتي دور العدو الصهيوني الذي ملأ الأرض ظلمًا ودمًا وفسادًا، وحسب قوانين التاريخ لابد أن يكون انكسار هذه القوة الظالمة على أيدي أهل فلسطين على تراب فلسطين.