فلسطين أون لاين

​أصغر شهداء مسيرة العودة

أنور: بأيِّ ذنب قتل الاحتلال طفلتي الوحيدة

...
جانب من تشييع جثمان الطفلة ليلى الغندور في غزة أمس (تصوير / علاء شمالي)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

"وينك يا حبيبتي؟ ليش قتلوك؟ حسبنا الله ونعم الوكيل"، بهدة الكلمات عبر أنور الغندور عن ألمه لفقدان طفلته الرضيع "ليلى" أمام عدسات وسائل الإعلام المحلية والأجنبية التي توافدت على منزله في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، قبيل انطلاق جنازة أصغر شهداء مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.

واستشهدت الطفلة الغندور، ذات الثمانية أشهر، إثر استنشاقها غازات الاحتلال السامة التي أطلقها بكثافة على المشاركين في "مليونية العودة"، أول من أمس، قبالة السلك الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948.

ولم يتملك أنور نفسه لحظة إخراج "فراشة قلبه ليلى" من المنزل بعد توديعها من قبل أفراد العائلة ملفوفة بعلم فلسطين فانفجر الأب المكلوم باكيا، بينما اعتلت مشاهد الحزن والغضب وجوه المشاركين في جنازة تشييع الرضيعة، التي انطلقت ظهرا من المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة.

وتستذكر جدة الشهيدة اللحظات الأخيرة التي فصلت بين إصابة "ليلى" وإعلان خبر استشهادها، مؤكدة أن الطفلة وهي الوحيدة لوالديها كانت مع عائلتها بعيدة بشكل كبير عن منطقة التماس، في مخيم العودة قرب موقع ملكة شرق غزة.

وقالت الجدة لصحيفة "فلسطين": "خرجنا كباقي العائلات الفلسطينية والمواطنين منذ ساعات الصباح للمشاركة في المسيرة، ومنذ أن وصلنا لأرض المخيم حتى أخذنا موقعا آمنا بعيدا عن نيران قناص الاحتلال والغازات السامة".

ومن هول ما حدث للعائلة أثناء مشاركته بالمسيرة، لم تستطع الجدة أن تحدد مصدر قنابل الغاز إن كان من قبل الطائرات الصغيرة التي يخصصها الاحتلال لإطلاق قنابل الغاز على المواطنين جوا أو من قبل الجنود المتمركزين خلف التلال الرميلة المحيطة.

وأضافت الجدة: "بشكل مفاجئ أطلق الاحتلال علينا قنابل الغاز بشكل مكثف ومتتابع، مما تسبب في اختناق الطفلة على الفور وبعد ساعات من محاولات الكوادر الطبية إنقاذ حياتها أعلن عن استشهادها".

وتصف الجدة ما أصاب العائلة بـ"الصدمة غير المتوقعة"، قائلة: "آخر ما كنا نتوقعه من هذا الاحتلال المجرم أن يجعل من طفلة رضيع هدفًا له، فما الذنب الذي ارتكبته بحياتها حتى تعود إلى حضن والديها جثة هامدة؟".