فلسطين أون لاين

​في ذكرى النكبة.. عيون اللاجئين ترنو لبلداتهم المحتلة

...
غزة - نور الدين صالح

ترنو عيون اللاجئين الفلسطينيين عام 1948، لتحقيق حلمهم في العودة إلى أراضيهم المحتلة، بعد مرور سبعين عاماً على النكبة الفلسطينية وتفريق شملهم وتوزيعهم على مناطق الشتات واللجوء.

وتكتسب الذكرى الـ 70 لهذا العام زخماً كبيراً يختلف عن الأعوام السابقة، كونها تتزامن مع جُملة من الأحداث الساخنة على الساحة الفلسطينية، وأبرزها مسيرة العودة الكبرى السلمية في قطاع غزة، ونقل السفارة الامريكية إلى القدس.

ويعيش الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده حالة من الترقب الممزوجة بالإصرار على المشاركة في إحياء الذكرى الـ 70 للنكبة، رغم تحذيرات الاحتلال للجماهير الفلسطينية من التوجه للسلك الفاصل شرق قطاع غزة، ونقاط التماس في الضفة المحتلة.

تقول اللاجئة أم فضل حسين (45 عاماً)، إن إحياء ذكرى النكبة هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، سيّما أنه يبعث الأمل والتفاؤل للعودة للأراضي المحتلة عام 48.

وتؤكد حسين، التي تنحدر أصولها إلى "بلدة كوكبة"، أن مسيرة العودة التي تزامنت مع ذكرى النكبة، أبرزت قضية اللاجئين من جديد، وجعلتها تتصدر سلم أولويات الدول العربية والعالمية.

وتضيف "أشارك في مسيرات العودة ، لأنها تبث روح الحماس والتحدي لدى أوساط الشعب الفلسطيني"، مشيرةً إلى أن الشباب الفلسطيني أثبت للعالم أجمع أنه قادر على التصدي للمخططات التهويدية.

وتتابع "نحن كلاجئين مللنا من كلمة لجوء، وكلنا أمل بالله، وثقتنا كبير، أن نصر الله قريب، وسنعود إلى بلادنا المحتلة بإذن الله (..) وها نحن حملنا هم الرجوع للوطن واحتفظنا بمفاتيح بيوتنا في البلاد التي تسلمناها من أجدادنا". اللاجئ الآخر أبو حسام داوود (65 عاماً)، الذي لم يفارقه حلم العودة إلى أرضه المحتلة "زرنوقة"، التي سمع عنها الحكايات من والده، لكن دون أن يُكحل عينية برؤيتها.

ويؤكد داوود لصحيفة "فلسطين"، أنه سيشارك في مسيرة العودة وسيتجه نحو السلك الفاصل شرق غزة، تأكيداً على حقه في العودة.

ويشدد على ضرورة إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، التي تتميز عن غيرها من الأعوام السابقة، وتتزامن مع أحداث ساخنة في الساحة الفلسطينية، عدا عن مشاركة الآلاف في إحياءها.

ويرى داوود، أن مسيرات العودة "خطوة" في الاتجاه الصحيح نحو العودة إلى الأراضي المحتلة، معرباً عن أمله أن تكون نتيجتها تحرير فلسطين كاملة، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

أما اللاجئة سماح المبحوح (29 عاماً)، أكدت أنها تشارك في مسيرة العودة، كي تثبت للاحتلال الاسرائيلي حقها بعودتها لأرض أجدادها.

تقول المبحوح لصحيفة "فلسطين"، وهي من بلدة "بيت طيما" أن مشاركتها بالمسيرات خاصة بالتزامن مع نقل السفارة والذكرى السبعين للنكبة، من أجل افشال مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون"، معتبرةً إياها "واهية وغير منطقية".

وتضيف "الكل الفلسطيني مطالب بالمشاركة من مختلف الأطياف في هذا اليوم التاريخي "مليونية العودة"، الذي ينتظرونه منذ أشهر". وتختم حديثها بجملة "باقون على عهد أجدادنا".

حال اللاجئين في مدن الضفة الغربية لم يختلف كثيراً عن قطاع غزة، حيث يأمل الحاج راشد الشيخ (85 عاماً) بالعودة إلى أرضه التي لجأ منها "الرملة".

ويستذكر الشيخ خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، الذي يقطن حالياً في بلدة بيت سوريك، قائلاً "حياة النكبة كانت مريرة، وعملت على تفريق وتشتيت شمل العائلات الفلسطينية".

ورغم مرور سبعين عاماً على النكبة الفلسطينية، إلا أن الأمل لازال يراوده "قد يمن الله على اللاجئين بالفرج القريب، ويعودوا إلى أراضيهم المسلوبة".

ويقول إن مسيرة العودة تحمل في طياتها بشائر الخير للاجئين الفلسطينيين، وتحثهم على المطالبة بحق العودة، كما أنها تشعرهم بأن النصر قريب.

أما الشابة داليا حلبي (20 عاماً)، فتحلم بالعودة إلى أرضها المحتلة "اللد" والعيش فيها، التي لطالما سمعت عن الحياة الجميلة فيها من أجدادها.

وتقول حلبي التي تقطن في مخيم شعفاط بمدينة القدس حالياً، إن احياء ذكرى العودة هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، ويحمل بشريات خير للاجئين الفلسطينيين، وقرّب حلم العودة.

وتأمل أن تكون نتيجة هذه المسيرات والحراكات، هي العودة للأراضي المحتلة كافة، للعيش بحياة كريمة أفضل من التي نعيشها الآن، معتبرةً هذه الأيام "أيام غضب واستنفار في قطاع غزة والضفة الغربية".