فلسطين أون لاين

إدانة نتنياهو بالفساد قد تكون مقدمة لإسقاطه

...
صورة أرشيفية
الناصرة / غزة - حازم الحلو

رأى محللان سياسيان، أن إدانة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والتحقيق معه بتهمة الفساد، قد تكون مقدمة لإسقاطه سياسيا وحكوميا، ولا سيما في ظل وجود شبهات قوية حوله.

وأجمعوا في حديثيهما لـ"فلسطين" على وجود إجماع عام لدى بعض الأطراف الدولية، والأحزاب والمعارضة الداخلية، ووسائل الإعلام العبرية على إسقاط نتنياهو حاليا، مشيرين إلى أن جميع قادة الكيان الإسرائيلي لديهم رؤية واحدة حول التسوية مع السلطة.

وخضع نتنياهو، للتحقيق 3 ساعات في منزله في غربي القدس المحتلة، أمس الأول، بشبهة "تلقي منفعة شخصية"، ولم يحدد موعد التحقيق القادم، ولكن الإذاعة الإسرائيلية العامة قالت إنه من المتوقع أن تحقق شرطة الاحتلال مرة أخرى قريبا مع نتنياهو المشتبه فيه بتلقي منفعة وهدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء بخلاف القانون.

ونفى نتنياهو، التهم الموجهة له، ونشر على صفحته بموقع "تويتر": "سنوات طويلة من الاضطهاد اليومي ضدي وعائلتي، كما حدث بالأمس، أثبتت أنه لا يوجد شيء.. لا شيء وأنا أكرر: لن يكون هناك شيء لأنه لا يوجد شيء".

وأضاف:" هل سيقوم أحد من وسائل الإعلام بالاعتذار عن آلاف العناوين، المقالات، ساعات البث من الصحافة الاستقصائية، والتي ثبت أنها غير صحيحة على الإطلاق؟"، وتابع نتنياهو:" أنا أكرر لا شيء، لأنه لا يوجد شيء".

سرية وخطوات

وأكد المحلل السياسي أنطوان شلحت، أن مضمون التحقيق مع نتنياهو محاط بسرية كبيرة، على الرغم من أن وسائل الإعلام المعنية بإسقاطه تقول إنه "توجد قرائن ودلائل قوية دفعت المستشار القانوني للحكومة للإيعاز بفتح تحقيق بحق نتنياهو".

وذكر شلحت لصحيفة "فلسطين"، أنه "يمكن الاستنتاج من متابعة ما يتم نشره عبر الإعلام العبري، أنه لا يوجد شيء دقيق وواضح حتى اللحظة"، مشيرا الى أنه يتم التحقيق مع نتنياهو في قضيتين: الأولى تتعلق بتلقيه منافع من رجال أعمال أثرياء بشكل مخالف للقانون فيما يتكتم المستشار القانوني للحكومة على أي معلومات تتعلق بالقضية الأخرى.

ولفت إلى أنه في حال تمكنت تحقيقات شرطة الاحتلال من اثبات أي تهمة بحق نتنياهو، فإن هذا الأمر سيؤثر بقوة على وضع نتنياهو الحزبي والحكومي وقد يدفعه لتقديم استقالته والتخلي عن منصبه.

واستدرك: "إنه في حال تقديم لائحة اتهام من قبل شرطة الاحتلال بحق نتنياهو، فإن ذلك لا يعني انه تمت ادانته نهائيا، بل هناك مسار قضائي سيتم المضي فيه".

وتابع شلحت: "إن المعارضة بكل تقسيماتها مثل حزب كاديما وأحزاب اليمين المتطرف وحتى خصوم نتنياهو داخل حزب الليكود يسعون جميعا للإطاحة به ومحاولة تجنيد وسائل الاعلام لإقناع المجتمع الاسرائيلي بتورط نتنياهو في التهم الموجهة إليه".

وأشار إلى أن وسائل الاعلام العبرية تحاول بدورها الضغط على نتنياهو واسقاطه؛ لأنه يسعى الى تطبيق قانون قُطري جديد يتعلق بعمل وسائل الاعلام، وهو ما ترفضه الأخيرة وتعتبره تدخلا حكوميا في شئونها، مشددا على أن الاهم بالنسبة للشعب الفلسطيني أن "اسقاط نتنياهو لا يتعلق برؤيته او سياسته مع الفلسطينيين حتى لا يتم البناء فلسطينيا على ما يجري".

واعتبر أن الأمر لا يتعدى سوى خلافات داخلية في حكومة الاحتلال تظهر للعيان بين فترة واخرى وهي ليست جديدة ولكنها تعود لسنوات طويلة ماضية، مؤكدا أن غالبية القادة الاسرائيليين يجمعون على أن الفلسطينيين ليس لهم حق في ارضهم، ويسعون في هذه الفترة وخلال الشهور المقبلة لتثبيت الرؤية الجديدة والتي تنهي أي امكانية لحل الدولتين.

أطراف معنية

من جهته، رأى المحلل السياسي عباس زكور، أن "اتهام نتنياهو يبدو له ما يبرره، اذ انه ليس من السهل ان يقوم المستشار القانوني للحكومة بفتح تحقيق مع مسئوله الاعلى دون أن يكون لذلك اساس يستند اليه، نظرا للعلاقة التي تربط المستشار بنتنياهو والتي توصف بالجيدة".

وقال زكور، إن "نتنياهو مثله مثل أي شخصية اسرائيلية من الذين تولوا مسئوليات عامة، يوجد لديهم ملفات تحوي مخالفات جنائية سواء كانت مالية او أخلاقية، وهناك جهة ما غير معروفة تقوم بإظهار تلك الملفات بين فترة واخرى".

ورجح أن تغييب نتنياهو عن المشهد الحكومي أصبح توجها سائدا بين أوساط النخبة الاسرائيلية، منوها الى أن المعارضة بكل أطيافها تسعى لإحكام الخناق على نتنياهو ودفعه للاستقالة كما حدث مع سلفه ايهود اولمرت في عام 2009.

واشار الى أنه ربما يكون سلوك نتنياهو السياسي خلال فترة توليه رئاسة الحكومة قد اثار حفيظة بعض الاطراف الدولية فسعت الأخيرة مع اطراف داخلية لترتيب الاطاحة به من خلال التحقيق جنائيا معه.

وأكد أن الاعلام العبري تجند لمهاجمة نتنياهو حيث خرجت الصحف العبرية، أمس، بتصريحات سابقة لنتنياهو يقول فيها "إن أي رئيس للحكومة تطاله تحقيقات بالفساد يجب ان يستقيل فورا، وهو ما تطالبه به وسائل الاعلام حاليا".

وأكد أن نتنياهو يعد من الشخصيات التاريخية في المجتمع الاسرائيلي نظرا لدوره وتاريخه بالإضافة الى تاريخ والده وشقيقه اللذين خدما الفكرة الصهيونية، وهو ما يعطيه حظوة اضافية في المجتمع الاسرائيلي، علاوة على أنه لم يتبق - تقريبا- من الزعماء القدامى للكيان الإسرائيلي سواه وايهود باراك.