"بالنسبة لنا في الحكومة الإسرائيلية عصر الدولة الفلسطينية انتهى". هذا ما قاله نفتالي بينيت وزير التعليم وزعيم حزب البيت اليهودي المتطرف. وقال وزراء في الحكومة الإسرائيلية، صباح الخميس، إنه سيتم انتظار تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير/ كانون الثاني الجاري لاتخاذ إجراءات فعلية لفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات بالضفة الغربية.
إنك إذا تتبعت التصريحات الصهيونية الأخيرة بعد فوز ترامب في الانتخابات للبيت الأبيض، وجدتها تعول كثيرا على وجود هذا الرجل في قيادة الإدارة الأمريكية، وبات القادة اليهود يهددون الفلسطينيين بترامب القادم، لأنه في نظرهم صديق مخلص، ويتفهم حق إسرائيل في الاستيطان حيثما تريد في القدس والضفة الغربية.
واستنادا لهذه الصداقة المتينة أعلن (بينيت) انتهاء عصر (الدولة الفلسطينية)؟!، وقال الدولة الفلسطينية موجودة في غزة، ويوجد في مدن الضفة حكم ذاتي فقط، ولا توجد دولة فلسطينية؟! وعند هذا الإعلان الواضح لبينيت يلتقي الليكود، وأحزاب اليمين، ويمين الوسط. وليس باستطاعة أوباما أو الإدارات الأميركية القادمة تغيير شيء في الرؤية الإسرائيلية اليمينية، لأنه لا توجد في أميركا وإدارتها إرادة غير تلك التي يعلن عنها بينيت أو نتنياهو.
نعم، في قيادة حكومة العدو ثمة قلق من قرار منع الاستيطان الأخير، وقلق من امتناع أميركا عن التصويت، وقد تجسد هذا القلق في الإجراءات الهستيرية التي تعامل بها نتنياهو مع سفراء الدول التي صوتت لصالح القرار، ومن بين هذه الإجراءات كان التوبيخ، وإلغاء اللقاءات، وتخفيض مستوى الاتصالات.
قرار منع الاستيطان مهم، ولكنه غير قابل للتنفيذ، ولن يمنع الاستيطان، ولا ما يقوله (بينيت) عن انتهاء عصر الدولة الفلسطينية؟! ومن ثمة يجدر بالسلطة أن تتدبر أمرها في الأسابيع القادمة، وهذا التدبير لا يكون دون أن تتصالح مع حماس والفصائل الأخرى، لأنها لن تملك أوراق قوة في مواجهة ما هو قادم، وما يهدد به ترامب ونتنياهو وبينيت.
لا توجد فرصة قادمة لاستمرار المفاوضات، حتى وإن عقدت فرنسا مؤتمرا دوليا لإحياء المفاوضات الثنائية في منتصف يناير ٢٠١٧م ، لقد انتهى الأمر، وأصبحت المفاوضات من الماضي، وعلى عباس القبول بالإملاءات الإسرائيلية، أو الخروج من ملف الشراكة صاغرا كما يعلن نتنياهو وبينيت.
إن انتهاء عصر الدولة الفلسطينية عن طريق المفاوضات، وحلّ الدولتين، هو في نظري يعني بداية قيام الدولة الفلسطينية عن طريق المقاومة، ووحدة فصائل العمل الوطني الفلسطيني في غزة والضفة والخارج، وكما يقولون: ربّ ضارة نافعة، وها هو العدو يوفر فرصا جيدة بعناده وتعنته للفلسطينيين، لكي يتحدوا على مشروع المقاومة، ومشروع كرامة الوطن والمواطن.