فلسطين أون لاين

​لاقى ذلك غضبًا ورفضًا في الشارع المقدسي

"معاريف" تكشف: صفقة القرن تشمل فصل 4 أحياء عن القدس

...
الناصرة / القدس المحتلة - مصطفى صبري

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، عن أن ما يسمى "صفقة القرن" تتضمن ضمن بنودها في المرحلة الأولى منها، فصل أربعة أحياء مقدسية عن مدينة القدس المحتلة ونقلها من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي إلى سيادة السلطة الفلسطينية.

وأوضحت الصحيفة في عددها أمس، أنه خلال زيارة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، لواشنطن، الأسبوع قبل الماضي، عرض عليه جزء من أسس "صفقة القرن" التي تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتصفية القضية الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة فإن الصفقة تشتمل على ما أسمته "تنازلات واسعة" من جانب الاحتلال، وأن الولايات المتحدة تتوقع أن توافق (إسرائيل) على الصفقة و"تستكمل التنازلات المؤلمة"، رغم أن الحديث عن أراضٍ محتلة.

وجاء أنه خلال المحادثات عرض مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية خطة بموجبها يطلب من (إسرائيل) في المرحلة الأولى الانفصال عن أربعة أحياء في شرقي القدس المحتلة، شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس، ويتم نقلها إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس.

وأضافت الصحيفة أن واشنطن تعهدت للاحتلال بدعم البيت الأبيض بدون تحفظ بكل ما يتصل بالجهود ضد النووي الإيراني، وبضمن ذلك، توفر واشنطن له دعمًا واسعًا في الهيئات الدولية إذا قرر العمل ضد إيران بشكل مباشر، كما تقدم الإدارة الأمريكية الدعم العسكري الجدي له في حال اندلاع الحرب. ورفض مكتب ليبرمان التعقيب على ذلك.

ولاقى كشف الصحيفة عن ذلك، غضبًا ورفضًا في الشارع المقدسي.

وقال المقدسي أبو رأفت العيساوي، من قرية العيساوية، وهو والد الأسيرين سامر ومدحت والمحررة المحامية شيرين: "لن أرحل عن العيساوية ولن أقبل بنزعها عن القدس المحتلة، دفعت أنا وأولادي ثمنًا غاليًا من أجل القدس وحريتها والمسجد الأقصى، وأي جهة توافق على هذا التنازل سيكون مصيرها مصير كل من لفظهم الشعب الفلسطيني".

وأضاف العيساوي الذي هدم الاحتلال منزل نجله، واستشهد له نجل آخر، لصحيفة "فلسطين": "نحن في القرية قرابة العشرين ألف مواطن يحاربنا الاحتلال بشكل مرعب وعلى مدار الساعة ومع ذلك نصبر على ظلمه، أما أن يكون هناك مخطط لضرب وجودنا وفصلنا عن القدس المحتلة فهذا أمر لا يمكن أن يكون".

بدوره، قال الخبير المقدسي د. جمال عمرو، إن اختيار بعض الأحياء المقدسية لنزعها عن مدينة القدس أمر خبيث، فقد تم اختيار أحياء ذات كثافة سكانية عالية وبعيدة عن قلب القدس البلدة القديمة، وهناك 18 حيًا مقدسيًا يتم السيطرة عليها بالحديد والنار".

وأردف عمرو لـ"فلسطين" أن لهذه التسريبات أساس من قبل الاحتلال، موضحًا أن "الدولة العبرية تريد أرضًا بلا سكان، وتريد التخلص من المقدسيين مع السيطرة على كل المساحة، وهذا الأمر لن يكون، فأهل القدس أصبح لديهم خبرة في التعامل مع كل الملفات، وخير دليل قضية البوابات الإلكترونية".

ورأى الباحث محمد القاسم من جمعية الدراسات العربية، أن طرح أحياء مقدسية في صفقة القرن هو بمثابة ذر للرماد في العيون، "فلا أحد يوافق عليها، بالتالي يكون الرفض من قبل الجانب الفلسطيني، وبذلك يتم تحميله المسؤولية، فلا يوجد أي مقدسي يوافق على حلول جزئية مهما كانت الظروف، والشخصيات المقدسية لها دور كبير في تقوية الموقف المقدسي الشعبي".

أما رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري، علق بالقول: "نحن في القدس وكافة المؤسسات الدينية أوضحت موقفها الذي لا يقبل التأويل رفض كل الحلول مهما كان مصدرها، ورفض التعويض، وأن القدس والمقدسات حق خالص للمسلمين، وهناك فتوى عامة بهذا الموضوع لا يستطيع أحد تجاوز هذا الأمر مهما كان وضعه وقوته".

وأضاف: "القدس بأهلها صامدة وثابتة أمام كل المؤامرات، وعلى الجميع أن يعلم أنه لا فرصة لأية مؤامرة تنال من القدس والمقدسات وأهلها، ولا يحق لأي دولة تمليك أي جزء منها للآخرين".