فلسطين أون لاين

العالم يحيي يوم حرية الصحافة و26 صحفيًّا في سجون الاحتلال

...
غزة - أحمد المصري

بينما يحيي صحفيو العالم في الثالث من أيار (مايو) اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ يقبع فعليًّا في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي 26 صحفيًّا فلسطينيًّا، لا لشيء إلا أنهم ينشرون الحقيقة.


الحقيقة كما بدت من كلمات وأقلام وصور الصحفيين الفلسطينيين أوجعت الاحتلال الإسرائيلي، بما تكشف من واقع إجرامي حقيقي يمارس على أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته، وزيف ادعاءاته للعالم.


ويقبع في سجون الاحتلال خمسة صحفيين ضمن الأحكام الفعلية، هم: محمود عيسى، وأحمد الصيفي، وهمام عتيلي، ويوسف شلبي، ومنذر خلف مفلح، وستة صحفيين مأسورين "إداريًّا"، وهم: نضال أبو عكر، وهمام حنتش، ومحمد شكري عوض، وعبد الله شتات، وإستبرق التميمي، وبشرى الطويل، في حين لا يزال 15 من الصحفيين موقوفين دون محاكمة أو تهمة.


اعتقل الاحتلال منذ بداية العام الجاري 45 صحفيًّا مددًا محدودة، في حين وصل عدد حالات المنع من التغطية خلال الربع الأول من العام نفسه إلى 40 حالة، تخللها مصادرة أكثر من 19 بطاقة للصحفيين وهويات ومعدات.


وسبق أن أطلق نشطاء فلسطينيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي وسومًا تضامنية مع الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال، تحت عنوان: "صحفي في الزنزانة"، تضامنًا مع الصحفيين الذين يضحون بأنفسهم لكشف جرائم الاحتلال.


يقول الصحفي أمين أبو وردة: "إن استخدام سياسة الاعتقال بحق الصحفيين الفلسطينيين ملف قديم جديد، لم يسلم منه إلا القليل جدًّا منهم، وذلك لأسباب جلها تتعلق بطبيعة الأعمال الصحفية التي يعدونها".


ويضيف أبو وردة لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال يريد أن تكون صورته ورسالته وتعليقه على الأحداث الساخنة في الساحة الفلسطينية الأولى والأخيرة، وهو ما يجعل الصحفيين الفلسطينيين الملتزمين بالخطين المهني والوطني عرضة للاستهداف".


يشير إلى أن صورًا صحفية التقطها صحفيون فلسطينيون أضحت حديث الساعة، ومتداولة عالميًّا وفي دوائر صناع القرار والساسة، بما أظهرته من بشاعة وجه الاحتلال وجنوده، كما جرى مع الطفل فوزي الجنيدي في الخليل، والطفلة عهد التميمي من رام الله.


ويلفت أبو وردة إلى حملات تحريض احتلالية لم تتوقف ضد الصحفيين الفلسطينيين، إذ تضج مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بجمهور الاحتلال الإسرائيلي بمنشورات وتغريدات تحريضية ضد هؤلاء الصحفيين، وتهديدات علنية بقتلهم ودعوات لاعتقالهم، وهو ما يمكن أن يفسر بوضوح ما هو واقع فعليًّا من أسر 26 صحفيًّا.


من ناحيته يؤكد الصحفي جهاد القواسمي أن معظم الصحفيين في سجون الاحتلال أسروا بسبب دورهم المهني، ونقلهم الرسالة المهنية والوطنية التي تقتضيها طبيعة عملهم.


يقول القواسمي لصحيفة "فلسطين": "إن الأسباب الحقيقية لزج الاحتلال الصحفيين في سجونه تتعلق مباشرة بما ينقلون من أحداث وجرائم يقترفها يوميًّا بحق أبناء الشعب الفلسطيني، صحيح أن الاحتلال لا يلقي اهتمامًا كبيرًا للمجتمع الدولي، لكن رسالة وصورة الصحفيين تبدوان له مزعجتين جدًّا، بسبب تأثيرهما على الرأي العام العالمي".


ويلفت إلى أن سياسة الاحتلال تقوم على استهداف الصحفيين بالقتل، أو المنع من التغطية، أو الأسر.


وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي في أواخر مارس 2018م نحو 6500 أسير، منهم 350 طفلًا، و62 أسيرة، بينهن 21 أمًّا وثماني قاصرات، وستة نواب، و500 أسير إداري، و1800 مريض، بينهم 700 بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل.