في الجمعة الثانية لمسيرات العودة الكبرى احتفلت فضائية فلسطين بالجموع التي خرجت لتؤكد خيار "السلمية"، الذي تنتهجه منظمة التحرير الفلسطينية، بعدما "فشل" خيار" المقاومة، على حد زعمها، ولكن يبدو أن سلمية غزة لم تعد تعجب بعضهم أو جلهم؛ فانقلبوا عليها واتهموا حركة "حماس" بأنها تقامر بالأطفال والنساء على حدود غزة لتحقيق أغراض سياسية، علمًا بأننا لم نر أي راية فصائلية تخص حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أو غيرها، بل هناك إجماع على أن مسيرات العودة شعبية بامتياز، وإن انخرطت فيها غالبية الفصائل الفلسطينية دون عناوين.
العدو الإسرائيلي هو أول من اتهم حركة "حماس" بالمقامرة أو المغامرة بالأطفال والنساء، حتى إنه جند لبث أكاذيبه كل من استطاع من عرب وأجانب، كان آخرهم سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة "نيكي هايلي"، التي اتهمت حركة "حماس" باستخدام الأطفال دروعًا بشرية، ونظرة ميدانية إلى ما يحدث على حدود غزة تثبت أن غالبية المشاركين من الشباب وبعض النساء وقلة من الأطفال في الصفوف الخلفية، وبدراسة سريعة لأعمار لشهداء الذين ارتقوا في تلك المسيرات نجد غالبيتهم من الشباب فوق سن 25 (رحمهم الله)، وقد وثق قناصة الاحتلال جرائمهم التي تظهر الضحايا وهم يقفون دون تشكيلهم أي خطر على المحتل الإسرائيلي، ودون تمترس أحد خلفهم، كما يدعي المحتل الإسرائيلي أو المحتالة الأمريكية"نيكي هايلي".
قلب الحقائق أصبح سمة ظاهرة لأحاديث من يحاولون التخريب على مسيرات العودة الكبرى، حتى إن قياديًّا في المجلس الثوري وصف حماس والجهاد والجبهة الشعبية بالأقلية، ولا أدري ما الذي دعاه إلى التصرف بغرابة: هل هو غضبه بسبب مقاطعة انعقاد المجلس الوطني أم استمرار مسيرات العودة الكبرى التي غطت أخبارها وطغت على أحداث كثيرة في أنحاء العالم؟!
لا أحد يدعي أن مسيرات العودة ستستمر حتى يعود اللاجئون إلى بيوتهم التي أخرجوا منها في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948م، ولكن حتى تثبيت هذا الحق والتحقق من عدم شطبه، وكذلك ستستمر حتى يرفع الحصار والعقوبات عن قطاع غزة حتى لا تشطب غزة وأهلها ويحرموا حياة طبيعية يستحقونها.