فلسطين أون لاين

في مخيمات العودة.. مجسّماتٌ من تراب الوطن

...
الوسطى - فلسطين

على أنغام الأناشيد الثورية، وصوت "الدحية" الذي، وعلى رائحة النيران التي اشتعلت تحت أوعية "المفتول" وخبز "الصاج" وقهوة النار، يلف الشاب "عاصم القريناوي" الكوفية الفلسطينية حول عنقه، وينهمك في عمله الفني، ليشكّل من حبات الرمل وزلف البحر خريطة فلسطين ومجسمًا لقبة الصخرة على أرض مخيم العودة شرق مخيم البريج.

إلى زمانهم

يقول القريناوي (30 عامًا) لـ"فلسطين": "حكايات الأجداد كانت تنقلني إلى زمانهم، فأحس في أثناء حديثهم عن الأرض والبساتين والبيوت والبلدات وكأنني كنت أعيشها واقعًا ملموسًا، لهذا قررت أن أبني هذين المجسمين".

ويضيف ابن "بئر السبع": "الكوفية الفلسطينية هي رمز من رموز ثورتنا وانتفاضة أهلنا ضد المحتل الغاصب لأرضنا، وهي أيضًا لباسنا الثوري الذي يتميز به أهل فلسطين".

وبينما يمسك حفنة رمل بيده ويضغط عليها، يتابع: "أصنع المجسمات من هذه الرمال لأنها رمال أرضنا، التي سنهود إليها ولن نسمح للاحتلال بأن يدوس عليها مجددا".

ويواصل: "تشكيل المجسمات من رمال البلاد يفرغ الكبت داخل الفلسطيني، ويعكس تفكيره بصورة غير مباشرة، وبإمكان اللاجئ أن ينقل من خلالها الحالة التي يأمل في أن يصل إليها".

لم يكن قد صنع هذه المجسمات بمفرده، بل شاركه صديقه "عبد روبي"، الذي يقول: "بهذه المجسمات ننعش الذاكرة الفلسطينية، ونبث روح الأمل بالنصر".

ويضيف روبي (21 عامًا): "مجسم قبة الصخرة هذا يزيد من يقيني بالعودة، ويجعلني أبتسم أحياننا، وأبكي أحيانًا أخرى، إنه كجرس الإنذار، يخبرنا بأننا سنغادر هذا المخيم يومًا ونعود، وعسى أن تكون العودة قريبة".

انتهى روبي من الحديث لـ"فلسطين"، وعاد ليكمل مهمّته الفنية، مرددا أناشيد ثورية من حماسه: "أنا راجع مش راح أبقى لاجئ، مش راح ضل عايش في الملاجئ، ويسمعها العدو وكل المتواطئ النا الدار وراح ترجع لصحابها".