"عاوز أصلي في القدس".. قالها شاب مصري عشريني وسط مجموعة من رفاقه وسيدة خمسينية، وحشود الشبان الذين كانوا يحملون إطارات سيارات، ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة سنة 1948.
وكان يمكن بسهولة رؤية أدخنة قنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها جيش الاحتلال عدا عن الرصاص الحي، وتسود تلك المنطقة مُشَكِّلةً سحبا فوق رؤوس المشاركين في المسيرة السلمية التي انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي.
"أبو خالد" هي كنية هذا الشاب الذي تحدث مع صحيفة "فلسطين"، طالباً عدم كشف اسمه. وتوشح بكوفية الشعب الفلسطيني، مبيناً أنه من أبٍ مصري، وأمٍّ فلسطينية.
وقال: "هذه الكوفية رمز فلسطين، وإن شاء الله ندخل بها الأراضي المحتلة"، مضيفاً أنه يتقدم هذه المجموعة من الشبان، التي تمثل واحدة من أشكال فعاليات مسيرة العودة السلمية، فيما وصف المشاركين بـ"شجعان تجمعهم فلسطين".
وأبدى عدم اكتراثه بتهديدات جيش الاحتلال واستخدامه الرصاص والقنابل ضد المشاركين.
بينما قال "أبو حسام"، الذي طلب أيضًا عدم كشفه اسمه، إن مشاركة هذا الشاب "بوحدة الكاوشوك" دليل على "أننا يد واحدة ومن حقنا أن ندافع عن مقدساتنا".
وأضاف العشريني أبو حسام الذي تلثم بالكوفية الفلسطينية، لصحيفة "فلسطين"، إن هذه الكوفية هي رمز فلسطين والفدائيين.
وأطلق على فريقه اسم "وحدة كاوشوك الشباب الثائر"، في إشارة إلى اسم الجمعة الخامسة من مسيرة العودة السلمية.
وأوضح أن دور هذا الفريق التغطية على قناصي الاحتلال الإسرائيلي لمنعهم من استهداف المتظاهرين السلميين.
وبيّن أن جيش الاحتلال يطلق الرصاص الحي والقنابل رغم سلمية المسيرة، مؤكداً صمود الفلسطينيين في وجه ممارسات الاحتلال حتى تحرير كامل فلسطين.
وأسفر استخدام الاحتلال للعنف ضد المسيرة، عن استشهاد وإصابة آلاف المواطنين منهم صحفيون ومسعفون.
كما قالت الخمسينية عطاف وادي، إنها تشارك في "وحدة الكاوشوك" لحرقه عند السياج الفاصل حتى لا يتمكن جنود الاحتلال من رؤية المشاركين في المسيرة.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني يواجه مخرز المحتل بكفٍّ أعزل، بينما يتعمد جيش الاحتلال استهدافه بالأسلحة المحرمة ومنها الرصاص المتفجر، والغاز "السام".
ويتوحد المشاركون في المسيرة تحت علم فلسطين، وبشأن ذلك أوضحت وادي أن "الشعب الفلسطيني واحد، والعلم موحدنا".
وعبرت عن ثقتها بأن الشعب الفلسطيني سيتمكن من العودة إلى فلسطين المحتلة سنة 1948، قائلة: "إن شاء الله قادمون إلى ديارنا التي رحَّلتنا عنها (إسرائيل) منذ 70 سنة".
وأشارت إلى أن الاحتلال لا يلتزم بالمواثيق ولا بالقرارات الدولية، ومنها القرار 194 الذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المحتلة، لكنه اعتاد على مواجهة الشعب الفلسطيني بالأسلحة والعنف ويرفض ذلك.
ووصفت المفاوضات التي أجراها الاحتلال مع منظمة التحرير على مدار العقود الماضية بأنها "كذب في كذب".
وعن مشاركتها في "وحدة الكاوشوك"، تممت بأن هؤلاء الشباب هم "أولادنا، نعتمد عليهم، هذا هو الشباب الصاعد الواعد الذي على يده نحقق أملنا ونصل لمقدساتنا وأراضينا".
ومن المتوقع أن تبلغ مسيرة العودة السلمية ذروتها في 15 مايو/ أيار المقبل الذي يوافق الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني.