فلسطين أون لاين

​من وراء عقد المجلس الوطني تحت حراب الاحتلال؟!

...
غزة - أدهم الشريف

الاستفراد بالمشهد الفلسطيني.. مسعى عباس الذي لن يتحقق

الزير: الدعوة لعقده خاطئة ومطلوب من صاحبها إعادة النظر فيها

الشوربجي: عقده يعمّق الانقسام ويشجّع أمريكا على الانفراد بالشعب والقضية


جاءت دعوة عقد المجلس الوطني في رام الله نهاية الشهر الجاري، بعيدًا عن التوافق الفلسطيني وفي وقت تشهد فيه الساحة تطورات دراماتيكية، في مسعى من رئيس السلطة محمود عباس، للاستفراد مجددًا بالمشهد الفلسطيني، لكن هذا الأمر -كما يرى متحدثان- لم يعد بالإمكان أن يتحقق في ظل وجود معارضة قوية من فصائل تنضوي في إطار منظمة التحرير وخارجها لقرارات السلطة وسياساتها.


ولاقت الدعوة لعقد المجلس في 30 أبريل/ نيسان الجاري، معارضة قوية من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح (التيار الإصلاحي)، لما سيترتب عليه من آثار كارثية للقرار.


ويقول رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير: "لا يستطيع أي طرف الاستفراد بالساحة الفلسطينية، فالأصل أن تجتمع أطرافها في المجلس المقرر عقده، وأن تكون وعت الدرس جيدًا بعد ما يزيد على 11 عامًا من حصار غزة والانقسام الفلسطيني الحاصل".


ورأى الزير في تصريح لـ"فلسطين"، أن "الذهاب إلى عقد مجلس وطني في رام الله في ظل ظروف يتحكم الاحتلال فيها تزامنًا مع عدم التفاهم الفلسطيني على أي شيء، وفي ظل حصار غزة، يعني أن من أخذ هذا القرار هو يستمرئ حالة الانقسام ويعتقد خاطئًا أنه يمكن أن يملي الساحة الفلسطينية بما يريد".


واعتبر أن هذه "النظرية خاطئة، وعلى صاحبها أن يعيد النظر في قراره خاصة أن الساحة الفلسطينية في غنى عن تعميق الفجوة الفلسطينية"، مؤكدًا أن "المستفيد الأول من هكذا خطوة هو الاحتلال الإسرائيلي".


وتابع الزير أن "الدعوة لعقد المجلس يتزامن مع اقتراب ذكرى النكبة، حيث يحتفل به الاحتلال الإسرائيلي بقيام كيانه على أرض فلسطين قبل 70 سنة مضت. وبدل أن يتوحد الشعب الفلسطيني يذهب إلى مشهد لا يسرّ كل من يريد خيرًا للشعب الفلسطيني سواء في الساحة الفلسطينية أو العربية".


وأكد أن "الدعوة لعقد المجلس، خاطئة، وسيكتشف صاحبها سريعًا أنه مخطئ، ولن يجني منها شيئًا"، مضيفً:ا "نحتاج كفلسطينيين إلى أصوات عاقلة وحكيمة تجنبنا هذا المشهد، خاصة أن الشعب الفلسطيني يملك خيارات ومبادرات يمكن من خلالها قلب الطاولة على الاحتلال".


ويرى رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا، أنه "من غير الممكن وجود حكم الفرد المطلق على الشعب الفلسطيني المشتت في أكثر من مئة دولة. لا يستطيع أحد أن يقول أنا صاحب القرار على شعب موزع في الدول، وصاحب القرار في السلطة لا يملك من أمره شيئاً على قطاع غزة".


"وبالتالي واهم من يعتقد أنه ديكتاتور على الساحة خاصة أنه يعيش تحت احتلال، ولا يملك أي أحد داخل فلسطين المحتلة من أمره ما يسمح له أن يكون صاحب القرار المطلق على الشعب الفلسطيني"، كما يرى الزير.


ورأى رئيس مركز فلسطين للدراسات الاستراتيجية إياد الشوربجي، أن النهج الفلسطيني تحديدًا منذ عهد ولاية عباس أخذ تدريجيًا في نهج انفرادي مطلق، وتكرس ذلك بشكل كبير جدًا في الآونة الأخيرة حتى داخل مؤسسات المنظمة نفسها وكذلك داخل حركة فتح.


وفي اتصال هاتفي مع "فلسطين"، أشار الشوربجي إلى أن عباس يسير في اتجاه تفرد من خلال اختزال المشهد الداخلي الفتحاوي وكذلك المنظمة والحالة الفلسطينية بأكملها بعيدًا عن حالة التوافق المفترضة وتغييب وإهمال شديد لكافة المكونات الفلسطينية، وفي مقدمتها الفصائل المقاومة.


وعدَّ الذهاب إلى المجلس الوطني محاولةً جديدةً لتكريس حالة الانفصال والتفرد بالقرار وتعميق الانقسام الفلسطيني بشكل متعمد، لذلك قاطعته حركتا حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى من فصائل منظمة التحرير.


وأضاف أن عقد المجلس الوطني سيؤدي إلى تعميق الانقسام بشكل شديد، وتشجيع الإدارة الأمريكية في الانفراد بالشعب والقضية الفلسطينية.


وأكد أن محاولات اختزال المشهد الفلسطيني من خلال عقد المجلس الوطني لن تنجح في ظل مقاطعة فصائل كبرى ورفضها لانعقاده، مرجحًا أن المؤتمر سيكون "حالة شاذة" في وقت يواصل فيه الشعب الفلسطيني نضاله من أجل التحرر، وربما سيضعف السلطة التي يتقوقع رئيسها حول رجال معينين ويترك باقي مكونات الساحة الفلسطينية بعيدًا عن المشهد.