فلسطين أون لاين

​كان رفيقها في "مخيم العودة"

قبل أن يجف الدمع.. "أم الشهيد" تكمل الدرب

...
غزة - صفاء عاشور

رغم بعد المسافة، إلا أن قلبها كان مجاورًا لقلب ابنها الذي طالما كان يقول لها: "جهزي حالك يا أم الشهيد"، فعندما سمعت خبرًا عبر مذياع سيارة الأجرة التي كانت تستقلها لتعود من غزة إلى رفح عن استشهاد أربعة شباب في رفح، تيقنت أن ابنها أحدهم.. إنها أم الشهيد عائد الحمايدة، أحد شهداء "سرايا القدس" الذين استشهدوا أثناء عمليات الإعداد والتجهيز شرق مدينة رفح، في 14 أبريل الجاري.

ورغم أن الجرح لم يندمل، إلا أنها مصرة على السير في نفس الطريق الذي صار فيه ابنها قبل استشهاده، خاصة فيما يتعلق بمشاركته في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.

على خطاه

لم تحتمل السيدة فريال الحمايدة أن تأتي الجمعة الرابعة في مسيرة العودة دون أن يشارك فيها ابنها عائد، وهو الذي كان لا يتوانى عن المشاركة فيها وبكافة فعالياتها التي تقام في مخيم العودة على الحدود الشرقية لرفح، لذا قررت أن تعوّض غيابه.

وقالت في حديث لـ"فلسطين": إنها شاركت في مسيرة العودة الكبرى منذ يومها الأول، وحينها رافقها ابنها الشهيد، الذي كان دائم التصميم على المشاركة.

وأضافت أنها حملت ثلاث صور "عائد" في الجمعة الأخيرة، جمعة الشهداء والأسرى، ووضعتها في مخيم العودة، ليشعر الجميع أنه لا يزال يشارك في المسيرة، وأن روحه لا تزال حاضرة رغم غياب الجسد، متابعة: "كذلك وزّعت الحلوى عن روح الشهيد".

وتابعت: "بمجرد وضع صور الشهيد، تعرفت على الكثير من أصدقائه الذين كانوا دائمي التواصل معه، واعتادوا التجمع في مخيم العودة برفح، والذين شاركوه في كثير من الفعاليات خاصة فعالية قطع السلك الشائك".

وأوضحت الحمايدة: "في كل جمعة، كان أصدقاء عائد يقتربون من الحدود الفاصلة دون خوف من جنود الاحتلال، ليقوموا بعدها بقطع السلك الشائك الموجود في المنطقة الحدودية".

لكن بعد رحيل "عائد"، لم يبقَ الحال على ما هو عليه، ففي الجمعة الماضية، التي غاب فيها عائد، لم يقصوا السلك الشائك، فسألتهم والدته: "أين السلك؟"، حينها أجابوها بحزن: "لم نستطع أن نحضره، فعائد ليس معنا".

وأوضحت: "بعد هذه الإجابة، رأى أصدقاء ابني الحزن في عيوني، لذا فاجئوني بعد ساعتين بإحضار السلك الشائك، وقالوا لي: (لأجل خاطرك أحضرنا لك السلك كما ما كان عائد يفعل في كل جمعة)".

وذكرت الحمايدة أن "عائد" قبل شهر من رحيله، استشهاده بدأ يحدّثها عن استشهاده، وأخذ يوصيها بالصبر والقوة عند سماع الخبر، وفي الأيام الأخيرة من حياته كان يردد عليها عبارة: "قربت يا حجة".