مصلحة الشعب مقدمة على مصلحة الأحزاب، بل إن المصالح الحزبية لا مكان لها في الشعور الفلسطيني العام، ومن هذا المنطلق نقول: إن قرار عقد المجلس الوطني لم يحظ بإجماع الفلسطينيين، وكان فلسطينيو الخارج آخر من قدم اعتراضًا على عقده، مؤكدين أنه ليس من حق أحد أن يقرر نيابة عن الشعب الفلسطيني، والفلسطينيون في الشتات يمثلون الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني، كما أن الغالبية في الداخل ترفض عقد المجلس على هيئته الحالية في الظروف الراهنة.
الذين يؤيدون عقد المجلس الوطني نهاية هذا الشهر يقولون إنه استحقاق كبير لتوحيد الصف الفلسطيني وللتصدي لصفقة القرن، ولكن لما كان الهدف توحيد الصف الفلسطيني فكيف يسمح السيد عزام الأحمد لنفسه أن يقول: "المجلس سوف يعقد في موعده، واللي مش عاجبه يشرب من البحر الميت أو من بحر غزة"؟!، ولم يكتف بذلك، فقال: "من المكان الملوث من بحر غزة"، هل هذا كلام وحدوي؟!، هل هذا كلام قيادي؟!، من جانب آخر هل يعقل في هذا التوقيت تحديدًا أن يخرج قيادي آخر ليقول: "إن رابين هو من أسس حماس"، أنا _بصراحة_ لا أدري كيف أعقب على هذا الكلام الذي تحول إلى مادة فكاهية في مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانب آخر قال القيادي في حركة حماس السيد حسام بدران: "إن الفصائل تفكر في رفع الشرعية عن منظمة التحرير الفلسطينية"، وهناك من يفكر في إيجاد تنظيم بديل عن المنظمة، نحن نعرف ما حجم منظمة التحرير في الشارع الفلسطيني، ولكن التهديد بالعمل على سحب شرعيتها أو تشكيل كيان بديل عنها يصب الزيت على النار، ويزيد الصف الفلسطيني تصدعًا، وذلك لا يخدم الوحدة الفلسطينية، ويجعل المصالحة من المستحيلات، ويضيف أعباء جديدة على قطاع غزة، وأنا أقول لحركة حماس: لا تركنوا كثيرًا إلىبعض الإنجازات المتحققة معبعض التيارات الفلسطينية الصغيرة أو المنشقة، تلك التيارات سوف تعود لأصلها أو أنها ستندثر، والبناء على أرض رخوة مصيره الانهيار.
الشعب الفلسطيني سيمضي في ثورته على الاحتلال الإسرائيلي، ولن يقبل التنازل عن حقوقه وثوابته، مهما طال أمد الاحتلال، ولذلك على الفصائل الفلسطينية أن تنهي خلافاتها الداخلية، وأن تعود إلى أيام "أصبح الانقلاب خلفنا"، وألا تغلق الباب، ومن يتمسك بوحدة الصف فسيجد في نهاية المطاف أن الكل الفلسطيني يسانده.